Tuesday, January 31, 2012

ليه أنا مؤيد لإسرائيل؟

أكبر صدمة حضارية أصابنى بها الإسرائيلين كانت حينما شاهدت لأول مرة فيديو زيارة السادات للكنيست الإسرائيلي عام 1977 ... المشهد الذى علق فى ذهنى و لم أستطع نسيانة ، لم يكن مشهد السادات أو أحد مرافقيه ، و لم يكن أحد السياسيين الإسرائيليين المشاهير و المحترمين ... المشهد الذى أثر فىّ هو حجم الجموع التى تزاحمت حول الكنيست لترحب بالرئيس المصرى ... كنت أعلم أن هناك أنصار للسلام فى إسرائيل، لكنى لم أكن أتوقع أن أرى ألوف البشر، جميعهم يرتدون الملابس البيضاء والوردية، و يحملون الزهور، و يقفون فى الشوارع بالساعات ليحيوا رئيس الدولة التى حاربتهم قبلها ببضعة سنوات ... حميمية الاستقبال المذهلة، و منظر ضباط الشرطة الإسرائيلية و هم يقومون بدورهم فى تنظيم الحشود المرحبة بالرئيس العدو- الصديق ، كانت من بين المشاهد التى غيرت حياتى ... يومها سألت نفسى: هل إذا جاء إلينا فى مصر مسئول إسرائيلى يدعم السلام ، هل سيجد نصف هذا الترحيب من المصريين ؟

لا أنكر أنى أشعر كثيرا بالذنب تجاة قراءى المصريين ، الذين صدمتهم حين قلت أنى برو-إسرائيلى ( مؤيد لإسرائيل) ، وأصدمهم باستمرار بمواقفى الداعمة للسياسات الإسرائيلية باستمرار ... أشعر بالذنب لأنى لم أشرح لهم أسباب مواقفى هذه، و لم أطلعهم على ما أعرفه عن جيراننا الإسرائيليين، ثم أطلب منهم أن يتفهموا موقفى و يتقبلونى بكل تسامح ... موقف صعب، أعذرهم عليه.
نفس الشعور بالذنب أشعر به تجاه الكثير من قراءى الإسرائيليين، الذين ألاحظ الدهشة وعدم التصديق فى تعليقاتهم ... فمنهم من يظننى مجنونا غير واعى بأبعاد ما أقول، ومنهم من يظننى فخ مخابراتى لخداع الشعب الإسرائيلى فى أطار الشعور بالمؤامرة الكبرى على الشعب اليهودى ... هم أيضا معذورون، لأنهم أيضا لا يعرفون دوافعى و أسبابى التى بنيت عليها مواقفى السياسية.
هذا المقال هو محاولة منى ، لشرح الأسباب المنطقية التى جعلتنى مؤيدا لإسرائيل. الأسباب التى تجعلنى حريصا على دعم استمرار دولة إسرائيل  فى الوجود، والأسباب التى تجعلنى مؤيدا لعلاقات كاملة وحقيقية بين الشعب الإسرائيلى و سائر شعوب المنطقة.
فى الحقيقة، دعمى لإسرائيل  ليس هو دعما لإسرائيل  ذاتها، بقدر ما هو دعما للقيم التى تمثلها دوله إسرائيل  فى المنطقة ... فالقضية ليست أن هذا يهودى وذاك مسلم، و ليست أن ذاك عربى و هذا عبرى ... القضية فى نظرى أن هذا ديموقراطى و ذاك أستبدادى، وهذا ليبرالى و ذاك شمولى ... و بالتالى فانحيازى لإسرائيل هو انحياز لقيم الديموقراطية و الحداثة التى تمثلها إسرائيل  - شئنا أم أبينا - فى المنطقة.

و سأحاول هنا أن أسرد بنوع من التفصيل ، بعض النقاط التى ستوضح وجهه النظر التى أطرحها:

1- السياسة - إسرائيل  هى أكبر و أقدم الديموقراطيات فى المنطقة.
النظام السياسى فى إسرائيل  هو النظام البرلمانى ... نظمت أول انتخابات شعبية فى 25 يناير 1949 ، ليبدأ الكنيست الأول، و الكنيست الحالى هو الكنيست الثامن عشر فى تاريخ إسرائيل  ... طوال هذه الفترة ترأس دولة إسرائيل  9 رؤساء، بداية من الرئيس شيم ويزمان (1949) حتى الرئيس الحالى شيمون بيريز (2007) ... و كل كنيست جديد كان يأتى بحكومة جديدة فى إسرائيل، أى تقريبا 18 حكومة إسرائيل ية فى 60 عام ( تقريبا حكومة جديدة كل ثلاث سنوات و ثلث ) ... و فى كل مرة تمر الانتخابات الإسرائيلية بسلاسة، بلا انقلابات مسلحة، بلا ادعاءات بتزوير الانتخابات، بلا نتائج انتخابية من نوعية ال 100% و ال 99.9%
فى ال 60 عام الأخيرة ، بينما حكم إسرائيل  18 حكومة مختلفة، حكم مصر 6 رؤساء (الملك فاروق ، الملك أحمد فؤاد ، محمد نجيب، عبد الناصر، السادات، مبارك) ... الثلاثة الأوائل تركوا السلطة نتيجة انقلابات أو حركات عسكرية ، و الرابع (عبد الناصر) ظل على عرشة حتى الموت، و لو لم يكن مات لكان سيظل حاكم مصر إلى يومنا هذا، هذا بغض النظر عن إشاعة موته مسموما ... والخامس السادات خرج من السلطة مقتولا ... و السادس باقى فى منصبة منذ 30 عام، ولا نعرف وسيلة لإخراجه من السلطة ... ففى الوقت الذى تبادل فية حكم إسرائيل  18 حكومة ديموقراطية، حكمنا 6 أشخاص، لم يصل أيا منهم للسلطة من خلال انتخابات ، ثلاثة منهم تركوا الحكم مجبرين بقوة انقلاب، و اثنين خرجوا من مناصبهم بالموت، والسادس نبحث عن وسيلة لإخراجه من السلطة لمدة 30 سنة بدون فائدة ... أعتقد أن المقارنة واضحة
 يمكن لأى منا أن يفتح أى خريطة للشرق الأوسط، ولن يبذل مجهود ليكتشف أن إسرائيل هى أعظم ديموقراطية فى المنطقة ... الشرق الأوسط لم يعرف نظام ديموقراطى سوى إسرائيل حتى الغزو الأمريكى للعراق فى 2003 ... فتركيا وإيران لديهم ديموقراطيات مشوهه، فإيران تمنع العلمانيين من الترشح فى الانتخابات، و تركيا تمنع التيارات الدينية من الترشح فى الانتخابات، فما فائدة الانتخابات إذا كان المشرع قد سبق واختار للشعب أيديولوجية حكامه ؟ ... بعد إيران وتركيا، لا يتبقى فى المنطقة من أنظمة ديموقراطية غير لبنان و العراق، والاثنان ديموقراطيتان حديثتان، العراق بعد الغزو الأمريكى فى 2003، و لبنان بعد ثورة الأرز فى 2005، و كلاهما ديموقراطيات مشوهه بسبب التقسيمات الطائفية التى تسيطر على العملية الانتخابية ... وباقى دول المنطقة هى إما ممالك بدوية (مثل المملكة العربية السعودية و قطر)، أو شموليات عسكرية (مثل سوريا و مصر و السودان و ليبيا) ... كل هذا يجعلك لا تجد فى المنطقة كلها نظام ديموقراطى حقيقى سوى إسرائيل.
بل الأبلغ من كل هذا ... ديفيد بن جوريون ، الذى يعتبره الكثيرين مؤسس دولة إسرائيل ... هو من أعلن إعلان استقلال دولة إسرائيل، وشغل منصب الرئيس المؤقت لدولة إسرائيل لمدة يومين فقط، ليسلم رئاسة الدولة لرئيس الدولة الأول شيم ويزمان ... ديفيد بن جوريون لم يتحنط على كرسيه كما يفعل الرؤساء المسلمون والعرب (القذافى فى السلطة منذ 41 عام، ويسعى لتوريث الحكم لأبنه)، بالعكس ديفيد بن جوريون تنازل عن السلطة أكثر من مرة ... فعلى الرغم من كونه رئيسا للحكومة الإسرائيلية فى الفترة ما بين عامى 1948 و 1954، إلا انه خرج من السلطة فى عهد الكنيست الثانى ليخلفه موشى شاريت فى الفترة ما بين 1954 و 1955، ثم عاد بن جوريون ليرأس الحكومة الإسرائيلية بعدها ... و طوال حياة بن جوريون، كان يشغل مناصب كثيرة، و يتركها بعدها بفترات قصيرة فى تبادل سلمى وسلس للسلطة ... فمن منكم رأى رئيسا عربيا يتنازل عن منصبة لهذا الشكل السلس؟ فما بالكم وأننا نتحدث عن شخص يكاد يكون هو مؤسس الدولة ذاتها ... إذا كان عبد الناصر، لمجرد أن استطاع السيطرة على ضباط انقلاب 52، نسب لنفسه نجاحات أكبر من حجمه بمراحل، وبقى فى منصبه 16 عام ... وحسنى مبارك، الذى نسب لنفسه نصر أكتوبر كله، بقى بحجة هذا النصر ثلاثون عاما فى رئاسة الجمهورية ... فما بالكم بمؤسس دولة يترك رئاستها بعد يومين، ويترك رئاسة الحكومة بعد 6 سنوات؟ ... ألا تستحق ديموقراطية مثل هذه ان نعطيها احترامها اللائق ؟

2- العمل و الانتاج - الإسرائيليين بنوا دولة كاملة من الأبرة للمفاعل النووى فى أقل من 50 عام
إسرائيل  بشكلها الحالى، هي دولة حديثة الوجود فى المنطقة ... إسرائيل  القديمة التى انتهت فى القرن الأول الميلادى، لا تعنينى فى مقالى هذا ... إسرائيل  الحالية بدأ الشعب اليهودى فى وضع أساساتها منذ ما لا يزيد عن قرن من الزمان ... بنوا المزارع و المدن والمصانع، و كل هذا ليس دولة... أول ظهور لدولة إسرائيل  كان بعد انتهاء الانتداب البريطانى عن هذه المنطقة، ولهذا فان عمر دولة إسرائيل  يبدأ تقريبا منذ عام 1948 بغض النظر عن ان بدايات هذه الدولة تم وضع أساساتها قبل ذلك بعقود.
استطاعت إسرائيل، واستطاع الشعب اليهودى، فى أقل من 50 عام، بناء دولة قوية متكاملة تغطى كافة نواحى الحياة ... فقد أقام الشعب اليهودى دولة مؤسسات كاملة، بها فصل كامل بين السلطات، بها نظام سياسى برلمانى من أفضل النظم السياسية فى العالم، و برلمان يقوم بدور رقابى وتشريعى متميز، وقضاء نزيه ومحايد حاكم أكبر السياسيين فى إسرائيل  بنزاهة لم يشكك فيها أحد ... وما نقوله عن السياسة نقوله عن الزراعة و الصناعة و السياحة و التكنولوجيا.
هنا أن أقدر قيمة الإبداع مع الزمن، فنحن المصريين الذين نتفاخر اننا أبناء حضارة عمرها أكثر من 5 آلاف عام، إلا أننا لم نستطع بناء مفاعل نووى واحد (إسرائيل  لديها تقريبا 4 مفاعلات نووية) ، وحينما فكرنا فى إنشاء مفاعل نووى سلمى، بدأنا البحث عن شركات فرنسية وبريطانية لتتولى عمليه إنشاؤه، وحتى يومنا هذا لازالت البيروقراطية المصرية تعطل قيام المفاعل النووى المصرى الأول ... نفس الشئ يقال عن الأقمار الصناعية، ففى الوقت الذى تقوم فيه إسرائيل بتصدير الأقمار الصناعية الخاصة بالتجسس للهند، لم تستطع مصر تصنيع أقمارها الصناعية بنفسها واشترتها من شركات فرنسية ... و فى الوقت الذى تقوم فيه إسرائيل  ببيع الأسلحة لروسيا (وريثة الاتحاد السوفيتى)، تقوم المصانع الحربية فى مصر بصناعة البوتاجازات والسخانات التى لا ترضى حتى المستهلك المصرى ... و العاملون فى مجال الصناعة يعلمون جيدا كيف أن هناك صناعات بأكملها لا توجد فى الشرق الأوسط كله ، إلا فى إسرائيل
كمصريين يجب أن نعترف بالفجوة التكنولوجية التى تفصلنا عن إسرائيل  ... يجب أن نعترف أن هناك شعب (وإن اختلفنا معه، إلا أن هذا الشعب يقدس العمل والإنتاج والإبداع ، شعب لا يسمح للبيروقراطية و الفساد بتعطيل مسيرة تقدمة ... شعب تجاوز صعوبات مستحيلة مثل القلة السكانية و حالات الحروب المتواصلة و العزلة بين جيرانه و التضارب العرقى والثقافى، و صنع حضارة ودولة متكاملة . بينما معظم دول المنطقة تعيش فى سلام متواصل و مع ذلك تغرق فى الكساد، و تعيش على استيراد غذائها وملابسها و احتياجاتها الأساسية، و يحكمها مجموعة من اللصوص بينما أغلب شعوبها مشغولة بالقات و الحشيش و الدين.

3- الثقافة - أفضل جامعات فى المنطقة
إسرائيل  لديها 8 جامعات ... أقدمهم الجامعة العبرية فى أورشليم (القدس) التى تأسست عام 1918، أى بعد جامعة القاهرة ب 10 سنوات ... فإذا استثنينا الجامعة المفتوحة فى إسرائيل، و التى تأتى متأخرة فى الترتيب العالمى، فإن باقى ال 7 جامعات تأتى بين أفضل 500 جامعة على مستوى العالم (أحيانا تتأخر جامعات بار أيلان وحيفا بضع أرقام بعد ال 500 فى بعض التصنيفات) ... بينما تشغل الجامعة العبرية فى أورشليم ترتيب ال 77 على مستوى العالم، بما يجعلها أفضل جامعة فى الشرق الأوسط
إلى وقت قريب لم تكن هناك جامعة عربية واحدة بين أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، و إلى يومنا هذا لا توجد جامعة مصرية أو عربية فى قائمة أفضل 200 جامعة على مستوى العالم، بعد أن استطاعت بعض الدول العربية دخول قائمة أفضل 500 ... الطريف فى الأمر، أن الجامعات المصرية بدأت تبحث عن تصنيفات أقل شهرة عالميا، او تصنع بأنفسها ترتيب للجامعات على مستوى العالم، لتستطيع أن تضع نفسها فى قائمة أفضل 200 أو أفضل 500 ... و قد كان بالأولى للجامعات العربية، أن تبحث فى أسباب فسادها وانهيارها، و تقوم بإصلاح و تطوير نفسها، بدلا من اختلاق تلك التقييمات المزيفة.
لن نتعجب أيضا حين نعرف أن إسرائيل  هي أكثر دولة فى العالم تنفق على البحث العلمى (بالنسبة للدخل القومى) ... فإسرائيل  تنفق حوالى 4.7% من إنتاجها الوطنى GDP على البحث العلمى، وهو رقم ضخم جدا إذا علمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق فقط 2.6% من إنتاجها المحلى على البحث العلمى .... ماذا تنفق الدول العربية على البحث العلمى ؟ ... إجمالى ما تنفقة إسرائيل  سنويا على البحث العلمى، يفوق ما تنفقة جميع الدول 22 الأعضاء فى جامعة الدول العربية على البحث العلمى.

منذ اعوام تم نشر إحصائية تقارن بين معدلات الثقافة و القراءة بين دول العالم ... المواطن الإسرائيلى يقرأ فى المتوسط 40 كتاب سنويا ، بينما كل 8 مواطنين مصريين يقرأون كتاب واحد سنويا ... معنى هذه المعلومة أن ما يقرأه إسرائيلى واحد فى 10 أعوام، يحتاج المواطن المصرى ل 3200 عام لكى يقرأ نفس الكمية .... فارق كبير حينما تقارن بين دولة العلم و التكنولوجيا (إسرائيل) ، وبين الجهل المستشري فى الدول الناطقة بالعربية.

4- حقوق الإنسان - أعظم مساحة حريات فى المنطقة
لى صديقة إسرائيلية من أصول عربية ... فوجئت بأنها رجعت من مدرستها مبكرا فى أحد الأيام، فظننتها مريضة ... سألت عليها لكى أطمئن على صحتها، فأخبرتنى أنهم (فى إسرائيل) فى شهر رمضان يسمحون لطلبة المدارس العربية بالرجوع مبكرا (مراعاة لصوم رمضان ) ... الصدمة الحقيقية أننى لا أنسى كيف ظللت طول حياتى فى مصر يتم إجبارى على أن أجتاز إمتحاناتى أيام أعيادى الدينية (فترة اعتناقى بالمسيحية) ... فالمسيحيون المصريين الذين يعيشون فى مصر منذ بداية التاريخ (بغض النظر عن تاريخ تحولهم للمسيحية) لا زالوا حتى اليوم هدفا لتعنت المسئولين الحكوميين الذين يتعمدون إجبار الطلاب المسيحيين على إجراء امتحاناتهم فى أيام الأعياد، أو اليوم الذى يلى العيد .... هذا هو الفارق بين أوضاع الأقليات الدينية فى مصر و إسرائيل.
إسرائيل  - على عكس ما يظن العرب - لديها مستوى عالى من حقوق الإنسان لا يوجد فى أى دولة عربية ... فإسرائيل مثلا لا توجد لديها عقوبة الإعدام، ولا أى عقوبة بدنية أخرى ... فى الشرق الأوسط كله لا يوجد إلا تركيا لا تطبق حكم الإعدام، و بعض الدول توقفت عمليا عن ممارسته دون تقنين ذلك (المغرب – تونس – الجزائر) ، فى الوقت الذى لا تزال فيه الكثير من الدول الاسلامية (مثل إيران والسودان والسعودية) تطبيق العقوبات البدنية مثل الجلد و قطع الأيدى والرجم ... ما يقال عن الإعدام و العقوبات البدنية، يمكن قوله عن حقوق الطفل والمرأة، و حرية الرأي و العبير ... إسرائيل  لا يوجد لديها خانة ديانة فى البطاقة الشخصية ... إسرائيل  هي الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى يستطيع فيها المثليين تنظيم أنفسهم فى تنظيمات حقوقية ... إسرائيل هي الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى يستطيع فيها الملحدين تكوين تجمعات إلحادية قانونية، ونشر أفكارهم الإلحادية بكل حرية ... إسرائيل هي الدولة الوحيدة التى يمكنك أن تكون مواطنا فيها، ومع ذلك لا تعترف بحقها فى الوجود، و فى نفس الوقت لا يتم سحب الجنسية منك أو سجنك أو حتى رفع إعانة البطاله عنك ... إسرائيل  هي الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى يستطيع فيها الإعلام نشر فضائح للجيش (تذكروا فيلم روح شاكيد)، وهي الدولة الوحيدة التى يمكن أن يقوم تليفزيون الدولة الرسمى بنقد دين الأغلبية بكل بساطة و دون أن تعلق المقاصل لأحد.

إسرائيل  وقفت بجانب كل ضعيف و مظلوم فى المنطقة ... دول أفريقية لا نعرف عنها شيئا، وإسرائيل  ترسل لهم معونات باستمرار ... أهالى دارفور المسلمون، الذين تعرضوا للإبادة الجماعية والاغتصاب و التهجير على يد إخوتهم المسلمين من نظام البشير الإسلامى ... أهالى دارفور هؤلاء هم الذين يهربون من خلال الأراضى المصرية ليدخلوا إسرائيل  لينالوا حق اللجوء السياسى، و يعيشون كبشر أحرار ... ماذا فعل العرب والمسلمون للأكراد أو لأهل دارفور؟ ... كم مظاهرة خرجت فى مصر تضامنا مع أهل دارفور؟ كم مظاهرة خرجت فى مصر تضامنا مع الأكراد ضد المجرم صدام حسين الذى قتل ألوف الأكراد بدون ذنب؟ ... نحن المصريين لم نكتفى بالصمت، ولكننا قتلنا السودانيين وسحلناهم وعذبناهم فى وسط شوارع الجيزة أمام أعين الجميع بلا رحمة ... كل هذا وأهل دارفور مسلمون، والإسرائيليين يهود، ولكن الدولة الإسرائيلية تتجاوز حدود العرق و الدين لتقف بجانب المضطهدون، بينما العرب لا مانع لديهم من الصمت على ظلم إخوتهم بدون حتى مبرر منطقى لهذا الصمت، بالضبط كما فعلوا حينما صمتوا حينما قام صدام باحتلال الكويت، ثم ثاروا وهاجوا وماجوا حينما شاركت مصر فى تحرير الكويت من الاحتلال الصدامى ... ألا يتساءل المصريين حول مشاعر إخوتهم الكويتيين حينما يرون هذه الأفعال؟
منذ اشتعل ملف دول حوض النيل فى الشهور الأخيرة، وبدأت أجهزة الدولة المصرية فى الترويج لسيناريو المؤامرة الإسرائيلية فى دول حوض النيل .... بالنسبة لى، لا أرى أى مؤامرة على الإطلاق ... فالمصريين لم يسألوا أنفسهم ماذا يعرفون عن أثيوبيا و ماذا قدموا لها ؟ ... ماذا يعرف المصريين عن الفقر و الأمراض والفياضانات وباقى الأمور التى تعانى منها أثيوبيا ؟ لماذا لم يتعاطف المصريين مع أخوتهم الأفارقة الأثيوبيين فى مشاكلهم ؟ ... إسرائيل  تعاطفت مع أثيوبيا منذ سنوات طويلة ، و تقدم لها الكثير من المساعدات لتحاول مساعدة الشعب الأثيوبى فى التخلص من مشاكلة ... فمن الطبيعى أن تكون هناك علاقات إسرائيلية أثيوبية قوية ... وفى نفس الوقت من الطبيعى ألا يكون هناك ود متبادل بين المصريين و الأثيوبيين فى ظل الاستعلاء العنصرى الذى يتعامل به المصريين مع السود (اسألوا النوبيين إن كنتم لا تعلمون)، و فى ظل تجاهل انشغال المصريين بتمويل الحركات الإرهابية فى أفغانستان وفلسطين واليمن ... فإذا كانت غزة أكثر أهمية بالنسبة للمصريين من أثيوبيا، فلماذا يتضايق المصريين حينما يفقدون علاقتهم بأثيوبيا التى تجاهلوها إنسانيا لعقود طويلة ؟

5- السياسة الخارجية الإسرائيلية مبنية على المصلحة مش على العنصرية
الأصل فى الأمور، أن السياسى هو شخص اختاره الشعب لتحقيق مصالحهم، وليس لتحقيق وجهات نظرة الأيديولوجية الخاصة ... هذا بالطبع لا ينطبق على السياسيين العرب الذين وصلوا للحكم بالدبابات، ولكنه بالطبع ينطبق على إسرائيل فحزب الليكود مثلا، والذى يتهمه العرب باستمرار بأنة حزب يمينى متطرف، هو ذات الحزب الذى قام بتحدى أيديولوجيته فى فتره قصيرة جدا، ووقع اتفاقية السلام مع مصر، و قام بإرجاع سيناء بأكملها بدون مقابل تقريبا (باعتبار حق إسرائيل  فى الملاحة فى المضايق الدولية حق وليس منحة )... لا يسأل المصريون أنفسهم : كيف يكون حزب متطرف ويقوم بعقد اتفاقية سلام (رغم أنه يسيطر على كل سيناء تقريبا ) و يترك سيناء للمصريين بدون حرب ؟ ... الفكرة أن الساسة يهمهم مصلحة إسرائيل، أكثر من الأيديولوجيات النظرية .... و مصلحة إسرائيل  أن تعيش بسلام وسط جيرانها ... لو بدلنا المواقف وقتها ، وكانت مصر فى مكان إسرائيل، لم تكن مصر ستتنازل عن شبر واحد من سيناء بالسلام، بالضبط كما تفعل في تمسكها بالأراضي السودانية التي تحتلها حاليا (حلايب و شلاتين).
نفس الشئ يمكن قوله عن المفاوضات مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين ... فالعرب ظلوا لعقود يرددون كلاما أبلها عن الأمبراطورية التى من النيل للفرات، ولكن إسرائيل  هدمت كل هذه الأطروحات العربية فى لحظة واحدة على مائدة المفاوضات، حينما أمرت بتفكيك مستوطناتها فى غزة ... يومها وقف الجيش الإسرائيلى بنفسه يباشر إجلاء المستوطنين الإسرائيليين من منازلهم التى بنوها فى غزة ، ليتركوها للفلسطينيين ... فإذا كانت إسرائيل  ترغب فى التوسع فى المنطقة (الأيديولوجيا) ، فلماذا فككت مستوطناتها فى غزة أو انسحبت من سيناء (المصلحة) ؟ ... هذا لأن السياسة الخارجية الإسرائيلية تغلب المصلحة على الأيديولوجيا.
العكس موجود عند السياسيين العرب... فالسياسيين السوريين يعلمون جيدا أنهم بإمكانهم أجراء اتفاق سلام بسهولة مع إسرائيل، ولكنهم لازالوا غير قادرين على تغليب مصلحة شعوبهم على أيديولوجياتهم الضيقة الرجعية ... الأحمق وحده هو من يعذب شعب كامل من أجل أيديولوجيا حمقاء... فى نقاشاتى مع المسيسين السوريين، لم يعطونى ردودا منطقية حول فكرة السلام مع إسرائيل، كل كلامهم عبارة عن كلمات عبثية عن أن إسرائيل  كيان صهيونى و ليست دولة، وان القضية هي قضية فلسطين و ليست سوريا ... هل انت مسئول فلسطينى أم سورى؟ أنت مسئول سورى وظيفتك تحقيق مصالح الشعب السورى. فبأي ذنب تجبر الشعب السورى على الحياة فى حاله حرب متواصلة (يلتهم فيها الجيش الجزء الأكبر من ميزانية الدولة) لمجرد أن هناك أيديولوجيا تطلب منك أن تظل فى حالة حرب أبدية مع دولة تفوقك عسكريا عشرات المرات؟
ما يقال عن السياسة يقال أيضا عن الثقافة ... إسرائيل بها متطرفون أيضا ، كل دول العالم بها متطرفين ... لكن الدولة الإسرائيلية لا تعرف أى نوع من العبث الخاص بالغزو الثقافى والحفاظ على الهوية القومية والبلا بلا ... الأفلام العربية (والمصرية تحديدا) تذاع باستمرار فى التليفزيون الإسرائيلى، و يشاهدها الإسرائيليين بدون حساسية، بينما نحن تتزلزل الدنيا عندنا إذا ما قام مركز ثقافى بعرض فيلم إسرائيلى يدعو للسلام بين الشعبين ... اللغة العربية لغة رسمية فى إسرائيل، ولديهم فى إسرائيل  مجمع للغة العربية مماثل لمجمع اللغة العربية الموجود بالقاهرة ... لا ينظر الإسرائيليين للغة العربية على أنها تهديدا لثقافتهم وهويتهم أو وجودهم، بل يرون أن مصلحتهم فى التعايش مع جيرانهم ... الشعوب العربية تفهم الهوية بمعادلة "أنا موجود، إذن أنت غير موجود"، بينما المصلحة تحتم أن يستمر كلانا فى الوجود، ونتوقف عن محاوله محو الآخر من الوجود.

خاتمة
المقارنات السياسية والإجتماعية والأنثروبولوجية بين المجتمع الإسرائيلى والمجتمعات العربية، موضوع ثرى لا يمكن حصره فى مقال واحد ... أردت هنا فقط أن أوضح النقاط الرئيسية التى تميز المجتمع الإسرائيلى عن باقى المجتمعات التى تحيط به فى الشرق الأوسط .... و هذه الفروق هي التى تفرض علي أن أنحاز لحق دولة إسرائيل  الكامل فى الوجود بسلام فى المنطقة، وهي نفسها التى تفرض عليا الوقوف بجانب إسرائيل  كدولة ديموقراطية حداثية يعيش شعبها كمواطنين أحرار فى منطقة من العالم يعتبر فيها التفكير فى الحرية جريمة.
بالطبع ، موقفى هذا لا يعنى أنى أتفق مع إسرائيل  فى كل صغيرة وكبيرة، ولا يعنى أنى أدعم إسرائيل  فى أى موقف خاطئ تتخذة ... فالإسرائيليين أنفسهم لا يتفقون على أى شئ، بما فية حق دولة إسرائيل  فى الوجود ... فإذا كان لا يوجد مواطن إسرائيلى يتفق مع سياسة دولتة فى جميع المواقف، فبالتأكيد لا يمكن أن يوجد داعم لإسرائيل  يتفق مع السياسات الإسرائيلية جميعها ... أنا فقط أدعم حقوق دولة إسرائيل، و أدعم الكثير من الخطوط العريضة فى السياسة الإسرائيلية، لأنى متفهم لدوافعها و حيثياتها.
و هذا بالتأكيد يعنى أن هناك نقاط اختلاف بينى وبين السياسات الإسرائيلية ... منها على سبيل المثال الموقف الرسمى فى إسرائيل  من السلاميين الإسرائيليين ... فأنا لازلت غير قادر على تصديق أن الشعب اليهودى الذى عانى من الأضطهاد ما يقرب من 20 قرن بسبب معتقدة الدينى، حينما يؤسس دولة يبدأ فى اضطهاد بنى شعبة بسبب معتقداته الضميرية !!! ... لا أنكر أنى شعرت بالخجل حينما تم إعفائى من الخدمة العسكرية فى مصر بعد إعلانى أنى لن اخدم بالجيش بسبب معتقداتى السلامية ، بينما زملائى السلاميين فى إسرائيل  فى السجون الإسرائيلية ... هذه نقطة تحتاج للمراجعة فى السياسة الإسرائيلية.

Sunday, January 29, 2012

اللاجئون الفلسطينيون

المسؤولية العربية لقضية اللاجئون الفلسطينيون




Wednesday, January 25, 2012

البربر و إسرائيل




الشاعر الكبير سعيد عقل يهاجم الفلسطينيين ويقول ان الجيش الأسرائيلي هو جيش الخلاص

اللبنانيون في إسرائيل

A Lebanese cedar takes root in Israel

A young man transplanted from a middle-class life in Lebanon has made his home in the Holy Land.

It may be hard to imagine today, but King Hiram of Lebanon and King Solomon of Israel once shared a friendship. Perhaps it was a rivalrous one and based on who could out-riddle whom, but it led to King Hiram's sending Lebanese cedar and craftsmen to help build the Holy Temple in Jerusalem. In turn, King Solomon gave King Hiram a parcel of land near the Kinneret, along with other gifts. The friendship was sealed. That was about 3,000 years ago, and as both sides of the Lebanon-Israel border take stock of damage and environmental destruction today, one wonders whether relations between these two countries will ever be peaceful again.

A Lebanese refugee living in Israel thinks it is possible, but only under one condition: that Hizballah be completely disarmed. "I really want there to be peace," says Sharbel Salameh, 24, a secular Maronite Catholic who fled to Israel with his family in 2000 after Israeli troops left their protective ring in south Lebanon. "I hope for us [in Israel] and for everyone that it will happen because every generation born during a war gives birth to another generation that continues to hate." Salameh and his peers in Lebanon grew up thinking that Israelis were the good guys. It was written so in their schoolbooks. Salameh's father, an officer in the South Lebanese Army (SLA), recounted that when the Israel Defense Forces went to Beirut in 1982 to expel the Palestine Liberation Organization (PLO), the Lebanese people sang songs and threw flowers at the Israeli soldiers to express their joy and relief. Salameh's family eventually moved to south Lebanon, where his father worked at the SLA base in Marjayoun. Close by in their middle-class home in the village of Kleya, life was going according to plan for Salameh: At 18 he was studying for university entrance exams and hoped to follow the path of his peers who left the village for higher education.

One morning in May 2000, a phone call from his father changed the family's world forever. With time to grab only the barest essentials, Salameh, his mother, brother and sister quickly said goodbye to their closest friends and raced away in a car driven by their father to the Israeli border, seeking immunity from Hizbullah. Imprisonment or worse punishment would have been imminent had they stayed. As allies to Israel seeking to destabilize Hizbullah operations in Lebanon, members of the SLA had to run for their lives. Some 7,000 refugees came to Israel at the time, says Salameh, and of them about 2,500 have remained. His first night in Israel he slept in grass "somewhere near Tiberias." The following day the Salamehs were brought to a room, where they stayed until more permanent housing was arranged.

Despite the hardships in the beginning, Salameh prefers to count his blessings rather than dwell on what was lost due to leaving Lebanon. "I have accomplished in only six years in Israel what took me 18 years in Lebanon," he says after a day's work at the Weizmann Institute, where he is completing his second year toward a master's in molecular biology. He says that the growing pains of becoming a young adult in a foreign land and a foreign language were eased by a full scholarship - the Presidential Scholarship from Tel Aviv University (TAU) that he received during his undergraduate degree in biology. The Presidential Scholars program gives students from underprivileged backgrounds the chance to study at the best, most competitive departments at TAU. "It is a scholarship for people with the grades, smarts and ability but not the funds," says a university spokeswoman. Without his having any proper school documents, TAU took a chance on Salameh, accepting him to a one-year preparatory course and then to a degree track. Salameh dresses to fit among the trendy 20-somethings in Tel Aviv, where he did most of his "growing up in Israel." These days, he divides his time between Rehovot, where he studies during the week, and Hadera where his parents live. He is not shy to admit that as a newcomer he fitted smoothly and successfully into the fabric of Israeli life. "Over the six years that I have been here," he says in fluent Hebrew, "I have seen many new immigrants come from Russia. Many of them couldn't manage and went back." But Salameh has nowhere to run to. Even if given the chance and a full promise of peace in Lebanon, he wouldn't go back there to live, he says. "I would go to visit my friends and the land - Lebanon is one of the most beautiful countries in the world. I think my life is already here.

The last six years in Israel were meaningful to me." When not studying or in the lab, Salameh works as a part-time guide in a group home for developmentally challenged children. Normally, a student at the Weizmann Institute on a fellowship cannot work anywhere else. The school waived this clause when they saw how important the work is to Salameh and to the children he has been mentoring for the past few years. Being Lebanese in Israel is surprising for younger Israelis who don't yet know the history of the Lebanese allied with Israel, says Salameh. But being the same age of the boys who did army service at the Lebanese border in 2000 puts him on a par with his peers. And having a father who was a military man has helped Salameh form his own opinions about the conflict, which he has witnessed first-hand from both sides. "I don't think the cease-fire was a good idea," he says. "Israel should have kept advancing on the frontline until they knocked out Hizbullah. As long as Hizbullah has weapons, there won't be peace." Salameh refers to the death of Israeli soldiers as "our soldiers." He sympathizes for the loss of civilian life in Lebanon but holds no remorse for the "500 or 600 Hizbullah killed." "I hope the Lebanese army will be there to look after the borders. Hizbullah is not the army of Lebanon. My hope is small, but I hope." Salameh knows why Lebanese cedar was used for building the Jewish Temple. "The cedar can live for thousands of years and grow in extreme conditions, such as minus 20 in the snow. The meaning behind the cedar symbol is strength," he says. Living miles away from the ancient Lebanese cedar, Salameh has changed flags from a tree to a star. "Israel gave us a big chance," he says. 


الشاعر الكبير سعيد عقل يهاجم الفلسطينيين ويقول ان الجيش الأسرائيلي هو جيش الخلاص

تاريخ النكبة الفلسطينية وحرب 1948 الكامل

فصل الأول – مشكلة "اللاجئون الفلسطينيون" – من المسؤول؟
الحلقة الأولى: قرار التقسيم وتهديد العرب
الحلقة الثانية: اضطهاد اليهود في عقر دارهم
الحلقة الثالثة: العرب يحملون وزر قرارهم في اعلان الحرب ونتائجها  
الحلقة الرابعة: حقيقة الأحداث وماهية “النكبة”

فصل الثاني – مدينة حيفا خير مثال
الحلقة الاولى: ترددات ” الدعاية” العربية
الحلقة الثانية: الوثائق تقضح الكذب والادعاءات الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة: “النكبة” صناعة عربية بامتياز
الحلقة الرابعة: محاولات لتعديل قرار العرب في الرحيل

فصل الثالث – كم من الزمن عاش " الفلسطينيون" في ارض إسرائيل التاريخية؟
الحلقة الاولى: تفصيل كلمة “لاجئ” على مقاس الفلسطيني الحلقة الاولى
الحلقة الثانية: العرب وفرض “الاجئين” 
 الحلقة الثالثة: حقيقة ارقام عدد الاجئين 
 الحلقة الرابعة: أرض اسرائيل كانت خالية من السكان 
 الحلقة الخامسة: العرب مهاجرون

فصل الرابع – النكبة المغيبة
 الحلقة الاولى: تجاهل النكبات اليهودية 
 الحلقة الثانية: نكبة اليهود في الدول العربية 
 الحلقة الثالثة: المحطات الدموية لليهود في الدول العربية 
 الحلقة الرابعة: لغة الأرقام تعكس الحقائق

فصل الخامس – علاقة الحركة القومية الفلسطينية بالنازية ومسؤولياتها عن مقتل مئات الالاف من اليهود
 الحلقة الاولى: النازيون العرب 
 الحلقة الثانية: نتائج “الثورة العربية الكبري” (1936)

الاتفاق المنسي بين الدولة العربية واليهودية -- اتفاق فيصل – فايتسمن ١٩١٩

في عام ١٩١٥، وخلال الحرب العالمية الأولى، أجرى القيادي العربي، أمير مكة المكرمة وملك الحجاز الشريف حسين بن علي، مفاوضات مع البريطانيين الذين أرادوا من عرب الإمبراطورية العثمانية مساعدتهم ودعمهم في مواجهة الأتراك.
طالب العرب خلالها التخلص من الحكم العثماني، القاسي والعنصري، وإقامة دولة عربية تمتد على شبه الجزيرة العربية، سوريا، لبنان، العراق وارض إسرائيل التاريخية.

وافق البريطانيون في المبدأ على طلب الشريف حسين بعد سلسلة من المفاوضات جرت بينه وبين الممثل الأعلى لبريطانيا في مصر هنري مكماهون الذي اشترط ان لا تشمل الدولة العربية ارض الاسكندرون ومرسينا في سوريا وأيضا الأراضي الجنوبية الغربية لدمشق ضمنها لبنان وارض إسرائيل باعتبارهم أراض غير عربية.

وبناء على ذلك دعم العرب برئاسة الشريف حسين البريطانيين عام ١٩١٦ معلنين الثورة العربية الكبرى ضد الامبراطورية العثمانية، بحيث قامت القبائل البدوية بمهاجمة القوات العثمانية وتمكنت من السيطرة على شبه الجزيرة العربية حتى السهل الخصيب.
الدولة العثمانية
مطالب الحركات القومية اليهودية والعربية
على اثر الإعلان عن انتقال الحكم في ارض إسرائيل التاريخية إلى البريطانيين، توجه وجهاء سياسيين يهود برئاسة حاييم عزريئيل فايتسمان بطلب استعادة سيادتهم على منطقة فلسطين. على إثر ذلك، حصل شعب إسرائيل من الانكليز على موافقة نسبية عبر وثيقة بلفور عام ١٩١٧ التي اعترفت بحق اليهود بأرضهم التاريخية.
بعد هذا الاعتراف، أجرى الأمير فيصل بن الحسين والقائد فايتسمن جلسات حوار لتضييق الفجوات في مطالب الطرفين، مثنين على اهمية التعاون بين الجانبين.

وخلافا للخط الإيديولوجي الذي يمثل جزءا من القادة العرب والإسلاميين اليوم، لم يجد شريف مكة وملك الحجاز حسين بن علي، وابنه الأمير فيصل، بالدولة اليهودية تهديدا للعرب أو الإسلام، لا بل اعترفوا بحق شعب إسرائيل في إقامة دولة له، مباركين حقه في استعادة سيادته على أرضه التاريخية. لا بل أكثر من ذلك، اعتبر الشريف حسين بان عودة المنفيين اليهود وانضمامهم إلى إخوتهم في منطقة فلسطين لهو عمل رائع.
في عام ١٩١٨ نشر في جريدة القبلة التي صدرت في مكة آنذاك، مقالة حول منطقة فلسطين جاء فيه:

"حتى ألان لم تُستثمر موارد البلاد، إلا انه سيتم تطويرها واستغلالها على أكمل وجه على أيدي اليهود المهاجرين، لقد شهدت منطقة فلسطين في الآونة الأخيرة ظاهرة مدهشة تمثلت برحيل الفلسطيني من بلاده باتجاه الاوقيانوس، ولم تكن الأرض القاحلة قادرة على الاحتفاظ به، بالمقابل تشهد المنطقة تدفقا يهوديا من كافة إرجاء العالم، عاكسةَ سببا لا يمكن تجاهله، يتمثل بقوة العلاقة العميقة التي تربطهم بالعلي، وهم على يقين أن هذه الأرض عُدت لأبناءها الأصليين ورغم اختلافهم، تبقى مرتعهم وأرضهم المقدسة والعزيزة….عودة المنفيين هؤلاء إلى وطنهم ستؤول إيجابا على إخوتهم الموجودين معهم في الحقول والمعامل، على كل الأصعدة الحياتية لا سيما تلك المتعلقة بالأرض والرزق، ماديا ومعنويا على حد سواء".
اليهود في أرض اسرائيل التاريخية (منطقة فلسطين) عام 1900 اليهود في أرض اسرائيل التاريخية (منطقة فلسطين) عام 1910
الشريف حسين بن علي يعترف بهوية أرض اسرائيل
اللقاءات التي تمت ابتداء من عام ١٩١٨ بين الأمير فيصل مندوب مملكة الحجاز ومندوب الحركة القومية اليهودية حاييم فايتسمان، نتج عنها التوقيع على اتفاق نهائي بينهم أوائل العام ١٩١٩، عرف ب"اتفاق فيصل فايتسمان".
في الاتفاق عبر ملك الحجاز عن دعمه لوثيقة بلفور الذي نادى بوطن قومي لليهود في أرضهم التاريخية، معترفا بهوية ارض منطقة فلسطين اللاعربية، مناديا بالتعاون المشترك وحسن الجوار في حال قيام دولة عربية برئاسته مع الدولة اليهودية – ( من اتفاق فيصل فايتسمان عام ١٩١٩).


في الصورة فيصل ابن الحسين (من اليمين) وحاييم عزريئيل فايتسمان ، العقبة، عام ١٩١٨
فيصل ابن الحسين وحاييم فايتسمان
وفي مسعى لطمأنة اليهود الذين عبروا عن قلقهم من قيام دولة عربية ككيان امبريالي إضافي في المنطقة، قال الأمير فيصل بعد شهر من ذلك : "حركتنا العربية هي قومية وليست امبريالية، ويوجد في سوريا الكبرى مكان للطرفين اي اليهود والعرب"، كما انه لم يتردد البتة من إجراء مقابلات مع صحف يهودية في ارض إسرائيل لكي يعبر عن نواياه هذه.
ترأس فيصل بن الحسين بنفسه الوفد الإسلامي من الشرق الأوسط، في "مؤتمر باريس للسلام" عام 1919، حيث اعترف بان مطالب الحركة القومية اليهودية (الصهيونية) في ارض إسرائيل هي مطالب متواضعة ومقبولة: "وفدنا هنا في باريس على علم كامل بالمطالب التي تقدمت بها المنظمة الصهيونية لمؤتمر السلام، ونعتبرها مطالب متواضعة ومحقة" – (مؤتمر باريس للسلام ٣ آذار ١٩١٩).
فيصل بن الحسين  في "مؤتمر باريس للسلام" عام 1919
لقراءة وثيقة "اتفاق فيصل – فايتسمن" كاملة ، اضغط هنا : الاتفاق المنسي بين الدولة العربية واليهودية / الجزاء الثاني (نص إتفاقية فيصل – فايتسمن ١٩١٩)
وصلات خارجية
مؤتمر باريس للسلام (انكلزي)

مجزرة ايتمار: مجزرة انسانية بشعة ذهبت ضحيتها عائلة كاملة

 
 
في ساعات الصباح الاولى، استفاقت قرية ايتمار المحاذية لمدينة شخيم (نابلس) على مجزرة انسانية بشعة، ذهبت ضحيتها عائلة كاملة. 
وفي التفاصيل،ارهابيان فلسطنيان تسللا الى قرية ايتمار، واقتحما بيتا اسرائيليا آمنا وقاموا بطعن رب عائلة يهودية وزوجته وهم نيام ، قبل ان ينقض اجرامهم على اطفالهم الثلاث، ابناء ال 11 عاما، والثلاث اعوام ورضيع ابن الشهر الواحد الذي قاموا بقطع عنقه، اما ما تبقى من العائلة (ثلاث ابناء) فقد استطاعوا الهروب الى الجيران الذين قاموا بطلب النجدة .
اما الجناة فقد تمكنوا من الهرب، وبدأت قوات جيش الدفاع الاسرائيلي بعمليات تمشيط للمنطقة، في حين طلب من كافة سكان القرية البقاء في منازلهم .
 
هذا ووصلت إلى المكان قوات كبيرة من جيش الدفاع والشرطة، بينهم رئيس هيئة أركان الجيش بيني غينتس، وقائد "منطقة المركز" آفي مزراحي.
اعلنت كتائب شهداء الاقصى مجموعة ما يسمى الشهيد عماد مغنية مسؤوليتها عن الاعتداء الارهابي في ايتمار وقالت ان مجموعة من افرادها قامت بالعملية. 
يذكر ان هذا الاعتداء الارهابي جاء بعد اجتماع خرطوم السري الذي عقد الاسبوع الماضي في السودان وجمع قيادين من الاخوان المسلمين وحركة حماس وتقرر على ضوءها تصعيد العمليات الارهابية داخل العمق الاسرائيلي .
ونقلا عن موقع دبكا، فقد تم تنفيذ هذه العملية بامر من خالد مشعل ومحمود الزهار، وبتوصية سورية – ايرانية تقف خلف اجتماعات خرطوم.
رغم فظاعة الصور ادناه، نرتأي نشر مشاهد من مجزرة “ايتمار” الذي راح ضخيتها خمسة شهداء من عائلة يهودية تاريخ 12-3-2011، الضحايا ليسوا بجنود انما اب وام وثلاث اطفال كبيرهم ابن 11 عاما وصغيرهم ابن الشهر الواحد
وتبقى الصور اكثر انباءً من الكلمات، لترسم الوحشية والاجرام، ولتشهد على الجبن الذي يستقوي على الاطفال والابرياء
اضغط هنا لترى الصور من موقع  israelinarabic.com

تعلم اللغة العبرية

حقائق وأكاذيب حول إسرائيل

لا يوجد أفضل من هذه الأوقات التي يدور فيها لغط حول إسرائيل لأقوم بتوضيح بعضالحقائق التاريخية حول هذه الدولة الجارة الصغيرة، ليس فقط لدحض الأكاذيب الفجّة حولمدى شرعيّتها  و حول بعض مفاهيم العسكرة الشائعة التي يبدو أن الشباب العربي لايدركها جيّداً، و لكن لأن الأمل في السلام سيأتي من جيل جديد قادر على القراءةوالاستيعاب بعيداً عن آلة الإعلام العربي التي تضخّ في وعيه الأكاذيب و تخلط الحقائقطوال الوقت لخدمة الشعاراتية الفاشلة. هذه التدوينة عبارة عن حوار حول إسرائيل يعودالفضل في معظمها لأحد الفيسبوكيين العقلانيين، متبوعة بتجميع لبعض التعليقات والانتقادات التي دارت حوله


  
بدايةً:”نحن العرب ننظر بتعاطف كبير الى الحركة الصهيونية.ان وفدنا المفاوض الموجود هنا في باريس مطلع بشكل كامل على الأقتراحات التي قدمت البارحة من قبل المنظمة الصهيونية لمؤتمر السلام .ونحن نعتبرها معتدلة ومناسبة وسوف نبذل أقصى جهدنا لمساعدتهم ونرحب باليهود للعودة الى الوطن .أتطلع انا وشعبي الى مستقبل نساعد اليهود فيه ويساعدنا اليهود فيه لتعود البلدان التي لدينا بها الأهتمام المشترك لتأخذ مكانها مجددا في عالم المجتمعات المتحضرة في العالم.“ 
“We Arabs… look with the deepest sympathy on the Zionist movement. Our deputation here in Paris is fully acquainted with the proposals submitted yesterday by the Zionist Organisation to the Peace Conference, and we regard them as moderate and proper. We will do our best, in so far as we are concerned, to help them through; we will wish the Jews a most hearty welcome home… I look forward, and my people with me look forward, to a future in which we will help you and you will help us, so that the countries in which we are mutually interested may once again take their places in the community of the civilised peoples of the world.” 

أحب أن أستهل التدوينة بهذه الكلمات أعلاه التي قالها الملك فيصل الأول ملك العراق ( على اليمين في الصورة أعلاه، و تشاييم ويزمان على يسار الصورة – أول رئيس لإسرائيل – ) في مؤتمر باريس للسلام، و أقول أيضــًا أن مجرّد وصول قائد الحركة القومية العربية من ناحية و الحركة الصهيونية من الناحية الأخرى إلى إتفاق، يدل على أن مصالح العرب و اليهود ليست بالضرورة متعارضة. لقد شبع الشباب العربي من حشو رأسه بالأكاذيب ليل نهار حول لامشروعية اسرائيل، وهنا سنعرض في هذه التدوينة و في تدوينات لاحقة بعض الأكاذيب المتعلقة بإسرائيل، ونفندها بالتفصيل. 

أولاً: إسرائيل دولة دينية 
إسرائيل ليست دولة دينية بالمعنى الذي يروّج له  الإعلام العربي، فإسرائيل هي دولة تؤثــّر فيها الهويّة اليهودية و لكنها ليست 
Theocracy
ثيوقراطية أو دولة تحكم بالدين، فهذا هو المعنى الذي يريد الجهلاء له، فالقول بأن أي دولة تؤثــّر فيها هوية دينية معينة يعني أنها دولة تحكم بهذا الدين فهذا جهل و غشم كبير إن لم يكن أكثر من ذلك، لن أقول أنني “أتحدى” و لكن سأقول أني “أطلب”  من أي أحد أن يأتيني بإحصائية واحدة معترف بها تؤيّد أن إسرائيل دولة تحكم بالدين و أنها لا تحترم أي ديانة أخرى مثلما تحترم الديانة اليهودية و أن بها أي شكل من أشكال الدول الدينية المعروفة – في حين أن هذا كلــّه موجود في الدول الإسلامية – في الحقيقة يضحكني  الذين لا يعرفوا التفرقة بين كلمة دولة دينية و الهوية الدينية لدولة ما…فالولايات المتحدة الأميركية ليست دولة دينية بما يصرّح بهكذا دستورها نفسه و مع ذلك هذا لم يلغ إحتفالها بالكريسمس و لم يقول أنه غير مشروع ألا تحتفل بالكريسمس أو باقية الأعياد ذات الطابع الديني….أكررها و أطلب من أي متكلــّم أن يأتي بأدلــّة ما يتكلــّم عليه بدلاً من التصريحات العشوائية. إسرائيل ليس لها أي
 State religion
 وعلى العكس من ذلك نجد أن الدولة الوحيدة في العالم التي تحرّم المواطنة و التعبد و الجنسية على غير معتنقي دينها الرسمي هي المملكة العربية السعودية 
  
ثانيا: اسرائيل دولة يهوديّة وعنصرية وعسكرية 
ربما أسخف شيء تقرأه في حياتك هو أنه بما أن إسرائيل هي دولة اليهود – بها أغلبية يهودية لتحافظ على هويتها اليهودية – فهي دولة عنصرية و عسكرية…سأترك البينة في نقطة أنها عنصرية و لا تحترم حقوق الإنسان على من أدعى ذلك بأن يوثقه من أي إحصائيات موثوقة و يكفــّوا عن الكلام بالباطل، و بالنسبة لنقطة أنها دولة “اليهود” فلا أفهم ما هو العيب هنا؟  فكل أناس لهم دولة ( و تقريبًا أغلب إن لم يكن كل دول العالم بها أغلبية من دين ما )، فلماذا اليهود هم الذين يكونوا عنصريين و مخربين إذا أرادوا أن يكون لهم دولة مثل باقي أمم الأرض. العرب عندهم 21 دولة لا تحترم حقوق إنسان و لا تحترم أديان الآخرين و لا أي شيء و مع ذلك المسلمين فخورين بهذا الكلام و المجتمعات كلها تعكس ثقافة و حضارة الأغلبية الدينية الموجودة فيها و ليست إسرائيل إستثناء، فمثلاً الهند و باكستان تم إنشاءهم من خلال تقسيم عنيف في نفس وقت نشوء إسرائيل و لم يقل أحد أن الدولتين غير شرعيتين لأن واحدة فيهم أغلبها مسلمين و الأخرى أغلبها هندوس و لم يقل أحد أنه لابد ألا يتم التأثــّر بتصرف الأغلبية في تلك المجتمعات، فمثلاً لم يطلب أحد ألا يتم تعامل الأبقار على أنها غير مقدسة! الإعتراض على أفعال المسلمين في دولهم له زاوية أخرى و هي عدم مثوله لحقوق الإنسان و لكن موضوع إعتبار الأبقار مقدسة فهذا لا يضر بشيء حقوق الإنسان. انحطاط الإعلام العربي أنه أدعى أن إسرائيل دولة عنصرية و عسكرية، فسآخذ بمبدأ “ما يقال بغير دليل يُنقــَض بغير دليل” و أقول أن إسرائيل لم تكن عنصرية أبدًا، بل العرب هم العنصريين ضد اليهود، و أيضــًا إسرائيل لم تبدأ و لا أي حرب ضد العرب، بل كل ما فعلته هو إستجابة لمحاربة العرب لها و ما يؤثــّر جدًا في نفس العرب هو أن “حملتهم الصليبية” على إسرائيل في بدايات نشأتها تم سحقها و كذلك كل الحروب اللاحقة، فيدعوا أنها دولة محاربة و عسكرية 
  

ثالثاً: إسرائيل دولة إحتلال و هي من بدأ الحرب و العدوان ضد العرب 
ما معنى احتلال؟ إسرائيل لم تحتل هذه الأرض بل اشترتها بأموالها من المتحكمين الفعليين للمنطقة و أيضــًا هي أرضها تاريخيًا، فلا أعرف ما هو الإحتلال هنا، يعني أخذ اليهود لأرضهم يعتبر إحتلالاً، لكن غزو المسلمين و العرب لقارات و دول كاملة لا تمت لهم بصلة و وضعها تحت هويتهم و ثقافتهم و تحكمهم -و من ضمنها إسرائيل – هذا لا يعتبر احتلالاً و لا وقاحة و لا أي شيء،  بل أظنه يسمى غزواً أو فتحاً من فضل ما أعطاه الله للمسلمين من ضوء أخضر. أيضاً أريد من يسرد لي تاريخ هذه الــ”فلسطين” التي صدعونا بالحديث عليها ليلا ونهاراً؟ ما هي فلسطين هذه؟  فلسطين لم يكن لها أي قيمة و لا تاريخ قبل قيام دولة اسرائيل، و احتلال فلسطين المجهولة المعدمة يماثل بالضبط احتلال القطب الجنوبي أو أرض القمر أو المريخ حق لمن يمتلك التكنولوجيا و القدرة العسكرية. بالنسبة لموضوع حرب 1948، فالخرافة هي أن يقال أن إسرائيل هي من بدأت الحرب ضد العرب، فرئيس مجلس اللجنة العربية قال إن العرب سيحاربون من أجل كل سنتيمتر في أرضهم، و بعدها بيومين نادى شيوخ الأزهر في القاهرة بالجهاد ضد اليهود، و بعدها بفترة وجيزة جداً قال جمال حسيني المتحدث الرسمي باسم اللجنة العربية العليا للأمم المتحدة أن العرب سيغرقون أرضهم الحبيبة بدمائهم حتى آخر قطرة إذا ماتم التقسيم، وبعدها تحققت نبوءته فوراً بعد قرار التقسيم، في نوفمبر 29، 1947 و العرب أعلنوا عن اضراب احتجاجي وثاروا عدة ثورات قُتل فيها 62 يهودي و 32 عربي تقريباً، وبدأ العنف بالازدياد حتى نهاية السنة 
  
أوّل هجوم كبير بدأ في 9 يناير 1948 وقتها دخل ألف من العرب في هجوم على المجمعات اليهودية في شمال فلسطين وفي فبراير زادت الأعداد المهاجمة بشكل كبير جداً، حتى أن القوات البريطانية قالت أنهم لم يكن معهم القوة الكافية ليردعوهم لدرجة أنهم سلموا لهم القواعد والأسلحة، و في أول مرحلة من الحرب –تقريبا منذ 29 نوفمر 1947 وحتى أبريل 1948 – بادر الفلسطينيون العرب بالهجوم بمساعدة بعض المتطوعين من البلدان المجاورة، هؤلاء الذين سنقوم بتعريفهم بالتعريف الصحيح بالإرهابيين والانتحاريين بدلاً من مصطلح الفدائيين المتعارف عليه، و خسر اليهود خسائر فادحة في هذا الهجوم و تعطلت كل طرقهم الأصلية 
  
في أبريل 26، 1948 قال الملك عبد الله ملك إمارة شرق الأردن: “كل جهودنا لحل سلمي في مشكلة فلسطين فشلت و بهذا يتبقى لنا الحرب، ولي الشرف أن أنقذ فلسطين” طبعا هذا فقط لكي يحمي مصالح الأردن في فلسطين و التي كان الأردن شبه مسيطر عليها. 
  
في مايو 1948 ضربت كتيبة عربية مستعمرة يهودية تسمى Kfar Etzion   وبعدها ردّهم المدافعون ولكن هذه الكتيبة رجعت بعد حوالي أسبوع و كان المدافعين منهكين جداً و استسلموا بعدما وجدوا أنفسهم لا يستطيعون رد كل هذا الهجوم و تم ذبح كل هؤلاء اليهود بعد الاستسلام، و كل هذا كان قبل غزو الجيوش العربية الكبرى بعد إعلان اسرائيل الاستقلال، بعد هذا الحدث لامت الأمم المتحدة العرب على عنفهم، و كانت الهيئة الفلسطينية التابعة للأمم المتحدة غير مسموح لها من قبل البريطانيين أو العرب أن تدخل فلسطين، لتنفيذ القرار، قالت هذه اللجنة للأمم المتحدة أن التدخلات العربية من داخل وخارج فلسطين تفسد قرار المجمع العام General Assembly و يحاولون تغيير المستعمرات التي تم الاتفاق على وجودها بالعنف. و قال اليهود صراحةً أنهم لم يكونوا المعتدين، و لكن العرب صرّحوا بها صراحةً و قالوا نحن لا ننكر أننا نحن المعتدين فنحن أخبرنا العالم كلّه أننا سنحارب. 
  
و بعدها صرّح القائد البريطاني جون بيجوت للكتيبة الأردنيّة العربية بهذا الاعتراف: 
Early in January, the first detachments of the Arabs Liberation Army began to infiltrate into Palestine from Syria. Some came through Jordan and even through Amman.. They were to strike the first blow in the ruin of the Arabs of Palestine. 

في بدايات يناير بدأت كتائب صغيرة من جيش التحرير العربي باختراق فلسطين من سوريا و لبنان و حتى من عمان، و في الحقيقة كانوا سيقومون بأول هجمة على حطام عرب فلسطين، و على الرغم من القلة العددية في المنظمات والأسلحة وكل شيء بدأ اليهود حملاتهم في الأسابيع من 1 أبريل وحتى إعلان الاستقلال في 14 مايو ، و استحوذت الهاجاناه على مدن كبيرة من ضمنها لاحقاً حيفا و تايبرياس او طبرية، و فتحت الطريق مؤقتاً إلى  القدس. قرار التقسيم لم يتم تعليقه أو إلغاؤه، و لذلك كانت إسرائيل ولاية يهودية رسميّة في فلسطين وُلِدت في 14 مايو مع مغادرة البريطانيين للمدينة. و بعدها في الحال قامت خمس جيوش عربية من مصر و سوريا والأردن الشرقي و لبنان و العراق بغزو إسرائيل وأعلنوا نيّتهم في كلمات عزّام باشا السكرتير الام للاتحاد العربي:”هذد ستكون حرب إبادة، ستكون مذبحة رهيبة سيتم الحديث عنها مثل مذابح المنجوليين و الحملات الصليبيّة”! هنا يظهر بوضوح شديد من بدأ الحرب، إنهم العرب و ليسوا اليهود.
  
  
رابعاً: اليهود اعتبروا أن فلسطين أرضهم و هم أصل المشكلة 
سأقول أن هذه أرض إسرائيل تاريخيًا فهذه الأرض أرضهم من قبل ميلاد رسول المسلمين بأكثر من ألف سنة و مع ذلك هم أشتروا هذه الأرض من أموالهم و بنوها من الصفر و حولوها من صحراء متخلفة – هكذا وصفها كل الأوروبيين و الأمريكان الذين زاروا المنطقة في وقت بداية تأسيس إسرائيل و منهم الكاتب مارك توين – إلى دولة من أعظم دول العالم! المسلمين هم الموهومون أن لهم أي حق في القدس أصلاً مع إنهم هم الغازي و المحتل و المعتدي و يظنون أنه بمرور وقت طويل من التاريخ فإن هذا سيغيّر حقيقة تلك الأرض اليهودية و يجعلها لهم 
  
أما عن مسألة شراء اليهود للأرض من أصحابها الأصليين، فيكفي أن تعرفوا أن ثلاثة وسبعين بالمائة من أراضي اليهود تمّ شرائها من من ملاك المساحات الكبيرة من الأراضي و ليس من أي فلاحين، المصدر الموثوق منه هو الكاتب الإسرائيلي أبراهام جرونوت في كتاب
Abraham Granott, The Land System in Palestine: History and Structure
صفحة 278 .. أي أنه حتى اليهود كانوا يتفادون شراء الأراضي من الفلاحين الفقراء و كانوا يشترون الأراضي الكبيرة من الأغنياء الذين هم كانوا غائبين عنها أصلاً و كانوا يريدون تطوير صناعة الحمضيات، و احتاجوا الأموال لأغراض أخرى تماماً، واشتروا أيضا أراضٍ من كنائس و مجمّعات إسلامية لهم الحق و كامل التحكم في أراضيهم و الباقي –نسبة صغيرة من الأراضي- من حكومة الانتداب و التي لا يوجد إثبات أن تصرّف حكومة الانتداب البريطاني فيها غير قانوني، و لعل هذا يكون موضوعه تدوينة لاحقة عن مسألة شرعية الانتداب البريطاني الذي كان يستعمر الدول المتخلفة وينقل إليها الحضارة والصناعة و يقوم بتطوير الأرض و يعلّم الأمم المتأخرة و المعدمة كيفية الاستفادة من الموارد الطبيعية لديهم ثم فقط يقاسمهم العائد. أغلب الأراضي التي أشتروها إن لم تكن كلها أصلاً كانت أراضي قاحلة بها جميع أنواع التعفن و كل ما يثير الشفقة و حولوها إلى أراضي أوروبية 
  
خامسا: اليمين و أميريكا يساندون إسرائيل و أي أحد يساند إسرائيل لابد و أنه يتمنى الرضاالأميريكي عنه 
في الحقيقة أنا لا أجد ما يمكن ان يردّ به على هذا الكلام الفارغ بأنهم لا يعلمون شيئاً عن اليمين ، أمّا الشائعة الأخرى و التي هي أن إسرائيل ابنة أميريكا و أن أميريكا هي الوحيدة التي تساندها، فلا يوجد لها مصدر سوى الصحافة العربية المغلقة، في الحقيقة أن كل العالم المتحضر يساند إسرائيل و يعترف بها و من الناحية الأخرى يعترف بهمجية العرب و المسلمين و عدم إحترامهم لحقوق الإنسان. الولايات المتحدة ليست إستثناءًا من هذا العالم المتحضر فهي تساند إسرائيل في إطار ما يسمح به دستورها و قانونها و ما تراه صحيح…بل و حتى الولايات نفسها لا تساند أشياء المفترض أن تساندها مثل أن الولايات المتحدة لا توصم “إنكار الهولوكوست” بأنه عنصرية و كره و هذا بسبب التعديل الأول في دستور الولايات المتحدة ، في حين أن أغلب باقية العالم المتحضر يشجب و يدين مثل هذا الخطاب – إنكار الهولوكوست – و لكن السادة العرب المسلمين عندهم نظرية مؤامرة تتعشش في رؤوسهم بأن من لا يساند آراءهم أحادية النظرة و المغلقة و المنفصلة عن أي واقع أو حقائق يكون أميريكي و صهيوني 
  
سادسالابد للمسيحيين و المسلمين أن يتكاتفوا أمام هذا الكيان العنصري المسمّىإسرائيل 
في الحقيقة لا أفهم ما هذه الإزدواجية العجيبة التي يسبح فيها المسلمون حتى النخاع! حينما يكون عدو عندهم له أولوية – اليهود – فيطلبون من أعداءهم الآخرين أن يتكاتفوا معهم ضد هذا العدو و يحاولون أن يفتعلوا أنهم أصدقاء هذا العدو الآخر – المسيحيين -، القرآن واضح و صريح تماماً: “يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم” يعني باختصار المسلمين لا أصدقاء لهم سوى المسلمين، ويكفي ما يتعرّض له مسيحيو مصر  و العراق من ذبح وتقتيل علني فاجر على يد المسلمين

النقطة المضحكة هو خيال البعض الذي يصوّر له أن المسيحيين يكرهون اليهود! المسيحيين لا مشكلة لهم مع اليهود و لا العكس – على الأقل في الوقت الحالي – بقدر ما أن المسلمون هم من لديهم مشاكل مع جميع ديانات العالم غير ديانتهم…ثم من المضحك أن تجد أن الدول الأكثر تطبيقــًا للإسلام – السعودية على سبيل المثال لا الحصر – تمارس جميع أنواع العنصرية و الإضطهاد تجاه المسيحيين و جميع الديانات الأخرى هذا إن قبلتهم في بلدها أصلاً – بينما أنهم يتم إحترامهم أشد إحترام في إسرائيل ثم يأتي كتاب الصحافة الصفراء لكي يفهمونا أنه يمكن أن تكون هناك صداقة من أي نوع بين المسلمين و المسيحيين! صداقة المسيحيين لليهود أولى بكثير من صداقتهم للمسلمين! و إلا لماذا لم يأخذ اليهود أرضاً بها بترول و ذهب و أموال و ثروات – مع إنهم كانوا يستطيعون فعل ذلك جدًا إن كانت المسألة بلطجة -، لماذا برأيك أخذوا هذه الأرض بالذات؟ نعم أخذوها لأسباب دينية و لا عيب في هذا طالما أن دولتهم علمانية! الولايات المتحدة و أوروبا لهم هوية مسيحية و لكن لا يحكمون بالمسيحية، مع ذلك لم يقل أحد أن الدولتين غير مشروعتين لأنهما تعكسان التقليد الديني للأغلبية هناك، كذلك الأغلبية في الهند هندوس و لكن الهند لا تحكم بشريعة الأبقار المقدسة و مع ذلك فهي لها هويّة دينية و كل بلد في العالم هي هكذا، إلا إن كانت هذه الدولة غير موجودة على كوكب الأرض، بل الدول العلمانية يوجد بها مجتمعات كاملة مغلقة – ممكن أن أعطيك أمثلة كثيرة عليها لو أحببت – و لها هوية دينية معينة و تدرس تعاليم مسيحية أو يهودية فقط و تشبه دولاً من القرون الوسطى! 
  
سابعا: كل عربي مسلم لابد أن يعمل بأوامر القرآن و يجاهد إسرائيل 
هنا يتم التجلــّي بوضوح جدًا أن الإسلام هو أصل المشكلة كلها، فلا يوجد دين يجعل القتال و غزو الآخرين و إخضاعهم أمر و فعل مقدّس سوى هذا الدين الـ إسلامي! لا يوجد أي ديانة في كل التاريخ جاهدت من مرجعية من كتابها المقدّس سوى الإسلام، لذلك فكل العالم لا مشكلة عنده ألا يجاهد الآن لأن كل العالم يعرف أن الغزوات و القتل و الحملات الصليبية و ما شابه هي عادات و تقاليد عصور انصرمت، و لكن المسلمين هم الوحيدين الذين يواجهون – و سيظلوا يواجهون – مشكلة في عدم غزوهم و قتلهم للآخرين و إخضاع الآخرين لهم لأن هذا أمر صريح و واضح في كتابهم المقدس و هذا لا يخفى على أحد، فالمفسرين يوضحون بكل سفالة أن المسلمون لو كان معهم القوة لابد أن يغزو الآخرين و يخيروهم بين الإسلام أو الجزية لأن هذا “إمتثال لأوامر الإسلام”، اقرأوا مثالاً من العصر الحديث:
http://binbaz.org.sa/mat/8573 
  
ثامناًكراهية العلمانيين لحماس و حزب الله هي التي تجعلهم يكرهون الدين 
أولاً: أحب أن أقول أن حماس و حزب الله و غيرهم يعرفون الإسلام أكثر من غيرهم بملايين المرّات، فهم لا يحاولوا أن يصنعوا إسلاماً مناسب للعصر و يلووا الحقائق الثابتة لهذا الدين الذي يأبى أن يخضع لأي تحضــّر أو تطوّر و يرى أن التقدّم هو في التخلــّف ( الرجوع للسلف ) و كل أفعالهم يستشهدون عليها من القرآن و السنة و من أفعال الصحابة….إلخ من المصادر الإسلامية الموثوقة أشد الثقة….الفرق كلــّه في العين التي تنظر على الكلام و الأفعال، فأعين العلمانيين و الليبراليين تقتنع أنه طالما حماس و حزب الله برروا أفعالهم بأوامر الإسلام الصريحة، إذًا هم خير تجسيد للإسلام، يعني ينظرون للأشياء بعين المنطق، و لكن الإسلاميين يحاولون أن يسدوا عين الشمس بغربال و يخترعوا إسلاماً جديداً لا علاقة له بالإسلام و يحاولون إلصاق الفظائع و الشنائع في أنواع المسلمين و ليس في الإسلام، حتى و إن استشهد من يرتكبون الشنائع على مشروعية هذه الشنائع و أنها واجبة من القرآن و السنــّة و حتى لو أنزلوا لهم الله نفسه ليقول لهم أن هذا هو الإسلام، فسيظلوا يستمعون لأفكارهم الساذجة فقط، مع إنني أتعجب في ماذا يختلف الإعلام العربي عن حماس أو حزب الله هنا، فهو يدعو ايضــًا لمجاهدة إسرائيل و محاربتها و يعترف أن هذه أوامر القرآن

في الحقيقة أنه لو العالم العربي جاهد إسرائيل فإن عليه أن يأخذ الحقيقة كاملة و يجاهد المسيحيين – أميريكا، أوروبّا و باقي الدول ذات الأغلبية المسيحية – أيضــًا، و طبعًا هو إن جاهد و قاطع إسرائيل وحدها فسيجد مئات الإختراعات التي لا غنى عنها في حياته اليومية – غير الإختراعات التي لا يستخدمها على أساس يومي – قد ذهبت مع الريح، فما بالنا بأن لو قاطع المسيحيين – باقية العالم المتحضــّر، لأنها نفسها أوامر القرآن أيضــًا و لأن أغلب – إن لم يكن كل – العالم المسيحي و العلماني له بيزينس كبير جدًا جدًا في إسرائيل، فالقرآن حينما حث على الجهاد، فإنه حث على جهاد غير المسلمين و لم يقل أن المسيحيين شعب الله المختار و إستثناء من الجهاد مثلاً، فمؤكــّد أنه سيعيش في خيام و رمال و ربما حتى يموت العالم العربي جوعًا! و لكن طبعًا هو يرى ما يريد أن يراه فقط من الدين كما تعودنا 
  
في الختام لا يسعنا إلا أن نشعر بالعار الشديد و نحن نجلس على الإنترنت نسب اسرائيل ليل نهار بنسخة الويندوز العربية التي تم تصنيعها في معمل مايكروسوفت بتل أبيب، التي توصّل إليها العلماء الاسرائيليون بالصدفة و هم يصنعون النسخة العبرية و ذلك لأن العربية و العبرية كلاهما يكتب من اليمين إلى اليسار، لن أقارن بين حال جامعاتنا العربية المنحط وبين جامعات اسرائيل مثل جامعتي بن جوريون وتل أبيب لأن المقارنة مخجلة حقاً، و لا عن أفذاذ العلماء اليهود مثل أينستاين و سيجموند فرويد، و لا عن أنه في أكتوبر الماضي قد فازت البروفسورة الإسرائيلية عيدا يونات، من معهد وايزمان للعلوم التطبيقية في رحوفوت، مع عالمين آخرين، بجائزة نوبل للكيمياء على أبحاثها في التصوير البلوري لبنية مكونات الشيفرة الجينية لإنتاج البروتين، هذا في الوقت الذي ترزح فيه نساء العرب تحت تخلف النقاب و القهر و السيطرة الذكورية و الرجال قوامون على النساء و العنف الأسري،  يكفي فقط أن نقول أن كل اقتصاد العالم الحديث مبني على أهم اختراع يهودي في القرن الرابع عشر: البنوك! اليهود بنوا في فلسطين أول مدرسة للزراعة في نصف الكرة الشرقي سنة 1870 و أسسوا معهد وايزمان للتكنولوجيا الفائقة سنة 1934 و هم ماضون بعزم شديد في الهندسة الجينية للمنتجات الزراعية و التي ستحل لنا مشاكل نقص الغذاء في هذا الكوكب، بهذا كانت البنية التحتية و العلمية لدولتهم جاهزة بالفعل قبل إعلانها كدولة. المشكلة ليست في وجود مؤامرة أمريكية صهيونية ضد العرب ، المشكلة في عدم وجود مثل هذه المؤامرة من الأصل، فلا العرب ولا المسلمون بالأهمية التي تجعل أي أحد في هذا العالم يستيقظ في الصباح وكل صباح ليقول بمَ نتآمر عليهم اليوم، ثم يقضي يومه وكل الأيام مغتاظاً يغلي يأكله الحقد و يحيك الدسائس ضد ما وصلوا إليه من تقدم تكنولوجي وحضارة هائلة، المهم في عالم اليوم هو المحتوى، محتوى اسرائيل و محتوى العرب أجمعين، لا أحد سيسألك عن هويتك و المهم هو ماتسهم به في اقتصاد العالم، كل الاتحاد العربي اليوم من جامعة دول عربية و بقية المنظمات السياسية العربية هو اتحاد أصفار، ولعله ليست مصادفة أبداً أن العرب هم من اخترعوا الصفر لأنهم لو يفهمون حقاً لنفضوا التراب عن أنفسهم و نبذوا ماضيهم المتخلف المتمثل في التمسك بالثوابت المحنطة وبالشعارات الجعجاعة التي لا طائل من ورائها و وضعوا أيديهم فوراً في يد الجارة العظيمة اسرائيل، و إلا سيظلون كما هم، واحد و عشرين صفراً.
  
و مايزال  للحديث، بالتأكيد، بقيّة