Tuesday, February 28, 2012

فلسطين وسكانها سنة ١٦٩٥


من الكتاب:
كانت البلاد فارغة في الغالب ، مهجورة ، وكانت قليلة السكان ، وتتركز في أورشليم القدس وعكا وصفات (صفد) ويافو (يافا) وطبريا وقطاع غزة. معظم السكان هم من اليهود والنصارى بقية ، كان هناك عدد قليل جدا من المسلمين ، معظمهم من البدو. مدخل إلى استثنائية ، جلست في شخيم (نابلس) حيث كان حوالي 120 شخصا ومسلم الأسرة -- 70 شخصا السامريون (طائفة يهودية).


الناصرة عاصمة الجليل ، كان هناك نحو 700 شخص -- جميع المسيحيين.
القدس حوالي 5000 شخص ، معظمهم من اليهود وبعض المسيحيين.
ومن المثير للاهتمام أن أذكر لكم رينالدي المسلمين القبائل البدوية المتجولة ، والعمال الموسميين الذين جاءوا لاستخدامها مثل الزراعة التي ساعدت أو بناء.


مدينة غزة : حوالي 550 شخصا ، 50 في المئة من اليهود والنصارى بقية. كان اليهود الكروم ازدهار والزيتون والقمح (غوش قطيف) والنصارى كانوا يعملون في التجارة والنقل للمنتجات.
طبريا وصفات (صفد) اليهودية ، ولكن لم يذكر ما عدا المهن بحيرة صيد الأسماك ، ومهنة  تقليديا.
مدينة أم الفحم:  كانت عائلات القرية 10 عاما) ، وجميع المسيحيين ، على بعد حوالى خمسين شخصا ، والكنيسة المارونية صغيرة (شحادة).


Hadriani Relandi  - palaestina ex monumentis veteribus illustrata
Trajecti Batavorum: Ex Libraria G. Brodelet

Friday, February 24, 2012

مَن يسيء إلى الرسول : بقلم احمد الاسواني

 
أنا لا أعتقد أن الرسوم الكاريكاتورية أو الكتب أو الأفلام يمكنها أن تسيء إلى أي دين أو تؤثر على إيمان معتنقي هذا الدين عن حق وعن اقتناع.

مَن يسيء إلى الرسول هم مَن يذبحون ويفجرون البشر الأبرياء على امتداد العالم كله من نيويورك إلى مدريد ولندن وبالي والرياض والقاهرة وكابول وبغداد حتى الآن بعد ذكر الله والرسول تحت راية الجهاد الإسلامي، وتخرج المظاهرات تؤيد كل هذا وتتغنى المنتديات بالفارس أسامة بن لادن بطل غزوتي نيويورك وواشنطن.


من يسيء إلى الرسول هورجل مثل القرضاوي الذي يحرض على قتل الأطفال اليهود في أرحام أمهاتهم (في محاضرة بنقابة الصحفيين المصرية سنة 1996) ويحرض على العمليات الانتحارية وباسم الدين والرسول يعلن الجهاد في العراق ويسقط الضحايا الأبرياء.


مَن يسيء إلى الرسول هم مَن ينادون العالم لإصدار قرار بمنع ازدراء الأديان وهم يمارسونه مع كل صلاة في مساجدهم وفي مدارسهم وفي فضائياتهم وخاصة مع المسيحيين واليهود ويدعون عليهم في كل صلاة، (بعد تقديم المجموعة الإسلامية قرار بهذا الشأن في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خرج مجلس الشورى السعودي يعترض على هذا القرار لأن سب الأديان الأخرى هو شعيرة من شعائر الإسلام وذلك طبقاً لما ورد في موقع العربية نت السعودي).


مَن يسيء إلى الرسول هو مَن يفتي برضاع الكبير وبركة بول الرسول ويترك أحاديث مثل هذه تدرس في المدارس والكليات الدينية ومثل حديث الذبابة وأحاديث احتقار أهل الذمة والعمل على إذلالهم وأحاديث الجنة تحت ظلال السيوف، وآلاف الأحاديث التي مجرد وجودها يسيء إلى الرسول والإسلام.


مَن يسئ إلى الرسول هو مَن يعلم الأطفال في المدارس وخاصة المسماه إسلامية أن يكرهوا المسيحيين لأن حبهم حرام (عدوك عدودينك) كما قالت المدرسة المنقبة لأبنة أحد أصدقائي ذات العشر سنوات في مدارس الفتح الإسلامية بالمعادي وعندما اشتكى أهلها قيل لهم أن هذا هو الإسلام.


مَن يسئ إلى الرسول هو مَن يعتقد أن مظاهر مثل اللحية وزبيبة الجبهة والحجاب والنقاب والجلباب هي من فرائض الإسلام ويكفرون ويقتلون الناس بسببها.


مَن يسئ إلى الرسول هو مَن يعتقد أن المرأة عورة وأنها تقطع الصلاة مثلها مثل الكلب والحمار كما جاء في الحديث المشهور في صحيح مسلم، وأن المرأة ناقصة عقل ودين، وينسى أن المرأة هي أم وأخت وحبيبة وأبنة وزوجة وهي مثل الرجل سواء بسواء، ومن المؤسف أن كثير غالبية النساء المسلمات تؤمن بصحة هذه الأحاديث التي تسيء إليها.


مَن يسئ إلى الرسول هو رجل مثل زغلول النجار يدعىَ العلم وهو يعتبر الكوارث الطبيعية من أعاصير وبراكين وفيضانات عقاباً من الله للخاطئين ويحقر من الإنجيل والتوراة، ويعتبرها كتباً ملفقة، ويفعل كل ذلك تحت راية الرسول وبأسم الإسلام ويتبعه كثير من الغوغاء.


مَن يسئ إلى الرسول هم مَن ينشرون الخرافات بين المسلمين مثل الطب النبوي وتفسير الأحلام ويدعون أتباعهم لسنة الرسول الكريم لينشروا الجهل والتخلف ويقع الكثيرون فريسة في حبائلهم الشيطانية.


مَن يسئ إلى الرسول هم حُكّام ومشايخ الدول العربية الذين حولوها إلى آخر معاقل الطغيان والديكتاتورية في العالم وتطويعهم للنصوص الدينية لتبرر جرائمهم.


مَن يسئ إلى الرسول ليس في الغرب بل نحن المسلمون لفرضنا نموذج إسلامي إرهابي منافق كاره للحياة يتغذى من قتل الآخرين باسم الجهاد ومحاربة الرأي الحر بحجة ثوابت الأمه وهي لا تعني إلا التخلف والتحجر.


هم يسيئون إلى هذا النموذج ويحاربونه وهو من صنعنا نحن وليس أحد غيرنا.

Wednesday, February 22, 2012

"في النهاية، سيصبح كل البشر لاجئين فلسطينيين"

المصنف الإنجليزي الأصلي: "Eventually, All Humans Will Be Palestine Refugees"

من بين جميع القضايا المحركة للصراع العربي الإسرائيلي، ليس هناك منها ما هو أكثر مركزية، أهمية، ضرراً، أساسية، إستمرارية، عاطفية، و تعقيداً من وضعية أولئك الأشخاص المعروفين بإسم اللاجئين الفلسطينيين.
أصل هذه القضية الفريدة من نوعها، كما يوضح نيتزا ناشمياس من جامعة تل أبيب، يعود إلى الكونت فولك برنادوت، وسيط مجلس الأمن بالأمم المتحدة. في إشارة إلى أولئك العرب الذي فروا من الإنتداب البريطاني على فلسطين، قال في عام 1948 أن الأمم المتحدة يقع على عاتقها "مسؤولية إغاثتهم" لأن سبب تحولهم إلى لاجئين، و هو قيام دولة إسرائيل، كان قراراً من قرارات الأمم المتحدة. بالرغم من عدم دقة وجهة نظره، لكنها تبقى حية و قوية و عاملا مساعداً في شرح لماذا تعطي الأمم المتحدة إهتماماً خاصاً للاجئين الفلسطينيين في إنتظار قيام دولة خاصة بهم.
وفاءاً لتراث برنادوت، قامت الأمم المتحدة بإنشاء مجموعة من المؤسسات الخاصة حصراً للاجئين الفلسطينيين. من بينها، وكالة الأمم المتحدة لغوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) التي أسست في عام 1949، و التي تبرز بإعتبارها المؤسسة الأكثر أهمية. فهي تجمع بين كونها منظمة اللاجئين الوحيدة التي تتعامل مع أشخاص محددين (مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين تهتم بجميع اللاجئين الغير فلسطينيين) و أكبر منظمة تابعة للأمم المتحدة ( من حيث عدد الموظفين).
الأنروا على ما يبدو تُعرف مجال رعايتها بشكل غاية في التحديد: "اللاجئون الفلسطينيون هم أولئك الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين خلال الفترة ما بين يونيو 1946 و حتى مايو 1948، و الذين فقدوا بيوتهم و موارد رزقهم نتيجة للحرب العربية-الإسرائيلية في 1948". أصناف هؤلاء اللاجئين (و الذين كان من بينهم بعض اليهود في البداية) تقلصت كثيرا على مدار الـ 64 عاماً الماضية. مع قبول عدد الأنروا (المبالغ فيه) للاجئين الفلسطينيين الأصليين و البالغ 750,000 لاجئ، هنالك فقط جزء ضئيل من هذا العدد، حوالي 150,000 شخصا، لا زالو على قيد الحياة.
قام موظفو الأنروا بإتخاذ ثلاث خطوات كبرى على مدار السنين من أجل توسيع نطاق مفهوم اللاجئين الفلسطينيين. الخطوة الأولى،واصلت، خلافاً للممارسات المتعارف عليها عالميا، إعطاء وضعية اللاجئين لأولئك الذين حصلوا على جنسيات من دول عربية (الأردن على وجه الخصوص). الخطوة الثانية، إتخذت قراراً غير مألوف في 1965 و الذي قامت بموجبه بتوسيع تعريف "اللاجئين الفلسطينيين" ليشمل نسل اللاجئين من الذكور، و هو التعديل الذي يسمح للاجئين الفلسطينيين، و بشكل فريد من نوعه، بتمرير وضعيتهم كلاجئين إلى الأجيال اللاحقة. حكومة الولايات المتحدة، أكبر الدول المانحة للوكالة، قامت بالإحتجاج فقط و بشكل بسيط على هذا التغيير التاريخي. الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا التغيير في 1982، بحيث يتم تعريف اللاجئين الفلسطينيين رسميا الآن بـ " نسل اللاجئين الفلسطينيين الذكور، بما في ذلك الأطفال الذين تم تبنيهم قانونيا". الخطوة الثالثة، قامت الأنروا في 1967 بإضافة اللاجئين من حرب الأيام الستة إلى قوائمها، و هم يشكلون اليوم حوالي الخمس من مجموع اللاجئين الفلسطينيين.
هذه التغييرات كان لها نتائج هائلة. على عكس بقية تجمعات اللاجئين الأخرى، و التي تتناقص في العدد كلما إستقر الأشخاص أو توفوا، تجمع اللاجئين الفلسطينيين تزايد مع مرور الوقت. الأنروا تقر بوجود هذه الظاهرة الغريبة: " عندما بدأت الوكالة العمل في 1950، كان تستجيب لإحتياجات حوالي 750,000 لاجيء فلسطيني. اليوم، 5 ملايين لاجيء فلسطيني مؤهلون لتلقي خدمات الأنروا". علاوة على ذلك، وفقا لجيمس ج. ليندساي، المستشار العام السابق للأنروا، وفقا لتعريف الأنروا، رقم الـ 5 ملايين يمثل فقط نصف المؤهلين للإستفادة من وضعية لاجيء فلسطيني.
بعبارة أخرى، بدلا من أن يقل العدد 5 أضعاف على مدى أكثر من ستة عقود، ساهمت الأنروا في زيادة عدد اللاجئين إلى حوالي 7 أضعاف. ذلك العدد يمكن أن ينمو بشكل أسرع نظرا للشعور المتزايد بأن اللاجئات الإناث يجب أيضا أن يتمكنَّ من توريث وضعيتهن كلاجئات. حتى عندما، بعد حوالي أربعين عاماً، يموت آخر لاجيء حقيقي من فلسطين الإنتداب، الشبه لاجئين سيستمرون في التضخم. و هكذا فإن وضعية "لاجيء فلسطيني" تم وضعها لتستمر في التضخم إلى أجل غير مسمى. بتعبير آخر، و كما يقول ستيفن روزن من منتدى الشرق الأوسط "وفقا لمعايير الأنروا، في نهاية المطاف كل البشر سيصبحون لاجئين فلسطينيين".
لو كانت وضعية اللاجئين الفلسطينيين سليمة، ماكان هذا التوسع اللانهائي ليكون مشكلة. لكن هذه الوضع له آثار مدمرة على طرفين: إسرائيل، و التي تعاني بسبب السلب التي تعرضت له فئة من الأشخاص و الذين بترت حياتهم و شوهت بسبب حلم العودة المستحيل إلى منازل أجداد أبائهم. و "اللاجئون" في حد ذاتهم، و الذين تعني وضعيتهم الحالية ضمنيا ثقافة التواكل، التظلم، الغضب و العبث.
جميع اللاجئين من حقبة الحرب العالمية الثانية (بما في ذلك والداي) إستقروا منذ زمن طويل. وضعية "لاجيء فلسطيني" إستمرت طويلاً و تحتاج إلى إعادتها إلى حجمها الطبيعي كقضية لاجئيين حقيقية قبل أن تسبب المزيد من الضرر.

Wednesday, February 8, 2012

إختراع الأخبار




الصورة المنشورة مع هذا الموضوع هي صورة إلتقطها المصور حازم بدر و الذي يعمل للوكالة الصحفية الفرنسية (AFP) و قام بإرفاقها بتعليق من المفترض أنه يشرح قصة الصورة و مكان حدوثها. الصورة تظهر فلسطينيا لحظة وقوعه على الأرض فيما يبدوا أنه موقع إنشاء في إحدى المناطق المتنازع عليها بين إسرائيل و السلطة الفلسطينية.

التعليق الذي أرفقه المصور مع الصورة يقول: ” عامل إنشاءات فلسطيني مصاب يصرخ في ألم بعد أن داس سائق سيارة للجيش الإسرائيلي تجر جراراً على قدميه، بعد محاولته إيقافه عندما قامت القوات الإسرائيلية بإيقاف العمال في 25 يناير 2012 من بناء منزل في قرية الديرة، جنوب ياتا في الضفة الجنوبية بمنطقة حبرون. القوات الإسرائيلية كانت تقوم بحجز المعدات و المقطورة من عمال الإنشاءات بسبب وقوع الموقع في المنطقة المحتلة (C) و التي تمنع إسرائيل فيها الفلسطينيين من البناء على أرضهم”.

هذه الصورة نشرتها مع التعليق المرفق تحتها نُشرت في عدة مواقع عالمية من بينها “إنترناشيونال هيرالد تربيون”، و خدعت الكثيرين حول العالم كما خدعت صورة البحرين السابقة الكثيرين أيضاً. الوكالة الصحفية الفرنسية أصدرت بيانا تساند فيه الصحفي و تدعي أن الصورة و القصة صحيحتان تماما و لا مجال لأن يكون في أي منهما تزييف أو تحريف، كما قامت أيضا بإرفاق صورة كشف طبي قالت أنه صادر عن المستشفى الذي عولج فيه المصاب.

لكن لجنة الدقة في تقارير الشرق الأوسط في أميركا (CAMERA) كان لها رأي آخر. يقول موقع المنظمة أنه بعد أن تم التأكد من مصادر إسرائيلية و فلسطينية، من الواضح أن الرجل لم يكن مصاباً على الإطلاق، و أنه لا وجود لأي دليل على أنه تم دهسه. من الجانب الفلسطيني، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان و الذي يصدر تقريراً مفصلاً حول جميع الحوادث و الإصابات في كل من الضفة الغربية و غزة، لم يتطرق إلى تلك الإصابة المزعومة في تقريره للفترة 19-25 يناير. إضافة إلى ذلك، وكالة الأنباء الفلسطينية “معاً” لم تقم بتغطية الإصابة المزعومة، على الرغم من أنها غطت أنشطة للجيش الإسرائيلي ذلك اليوم في تل الرماده. “معاً” كانت ستتحدث عن تلك الحادثة بالتأكيد لو حدثت. الحادثة لم يكن لها أي وجود في أي مواقع للأخبار باللغة الإنجليزية ذلك اليوم.

على الجانب الآخر – يتواصل تقرير (CAMERA)- الكابتن باراك راز، المتحدث بإسم شعبة جودايا و ساميريا و الذي تحدث إلى الجنود الذين كانوا حاضرين في الموقع، أخبر (CAMERA) مايلي: الجنود كانوا متواجدين على الموقع من أجل توفير الحماية الأمنية للإدارة المدنية، و التي كان تحاول منع الفلسطينيين من البناء على أرض غير مصرح لهم بالبناء عليها. أحد العمال الفلسطينيين كان مستلقياً على الأرض بجوار المقطورة قبل أن يبدأ في الصراخ بأنه تم دهسه. لم ير أحد عملية الدهس. في البداية إشتكي من إصابة رجله اليسرى. قام أحد الجنود الطبيين بفحصه و لم يجد شيئاً. الجندي قام على الرغم من ذلك بلف ضمادة حول رجله لأنه واصل الصراخ بأنه تم دهسه. لاحقا، إدعى العامل أن رجله اليمنى هي المصابة. وفقا لراز، الصليب الأحمر الفلسطيني، و الذي كان متواجداً وقت الحادث أيضا، قام بتفحصه و لم يجدوا أي إصابة به.

من الواضح أن هذا الحادث كان مدبراً، حيث تظاهر الرجل بالإصابة من أجل إعطاء صاحب الصورة موضوعاً يكتب عنه. عدم تأكيد أي مصدر مستقل لهذه الحادثة يجعل من تلك ذلك الإحتمال أكثر قوة، خاصة مع عدم وجود شيء عنه في التقرير الأسبوعي للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

أن يتحول صحفي من مجرد ناقل للأخبار إلى مبتكر للأخبار هو أمر مثير للخجل فعلاً، خاصة عندما يكون الخبر ذو تأثير سلبي على منطقة غير مستقرة أساساً و لا تحتاج إلى المزيد من هذه الأكاذيب لبث المزيد من الكراهية و الأحقاد. لا أدري إلى متى ستستمر هذه الأساليب التي لا تمت لمهنة الصحافة و أخلاقياتها بأي صلة.

هذه الصورة لم تنشر بعد في المواقع العربية، و لكن يمكنني من الآن توقع نوعية العناوين و القصص التي سترافق قصة بدأت غير موثوقة من المصدر. إذا كانت تمثيلية في البحرين حُوِلت إلى تلك الخرافة التي شاهدناها و صدقها الملايين، لكم أن تتخيلوا كيف سيكون مصير هذه القصة إن لم دحضها من المصدر، و هو ما قامت به (CAMERA) و ما يجب أن يقوم به أي إنسان يريد أن يرى شرق أوسط خاليا من العنف و الصراع، و أهم من ذلك، خاليا من الأكاذيب و التحريض.

Tuesday, February 7, 2012

منطق غريب في الحرب اللبنانية

بقلم دانيال بايبس
المصنف الإنجليزي الأصلي: Strange Logic in the Lebanon War 


مع قيام العاملين ببعض مؤسسات النشر والإذاعة والتليفزيون ووكالات الأنباء المرموقة بالتحيز إلى جانب حزب الله في حربه ضد إسرائيل، فإنهم قاموا دون قصد بالكشف عن تحولات هامة وخطيرة في منطق الحرب والعمليات الحربية.
فيما يلي بعض الأمثلة لأفعالهم:
  • رويترز: قام عدنان حاج، مصور فوتوجرافي مستقل له خبرة تزيد عن عشرة سنوات في التعاون مع رويترز، بعمل تغييرات غير أمينة في صوره حتى تبدو الهجمات الإسرائيلية على لبنان أكثر إحداثاً للدمار وحتى يبدو اللبنانيون أكثر عرضة للأذى المادي والمعنوي*. اشتملت تحريفاته على إضافة دخان مرتفع للسماء أكثر سمكا وأكثر سواداً للدخان الطبيعي المتصاعد من جراء غارات القصف الجوي، وعلى تصوير نفس المرأة تصرخ باكية فقدان مسكنها الذي دمرته القذائف في ثلاثة مواقع أو أماكن مختلفة. قامت رويترز بإنهاء تعاقدها مع السيد حاج وبإزالة 920 صورة فوتوجرافية قام بالتقاطها من سجلاتها (أرشيفها) إزالة رسمية. وكشف المزيد من البحث من قبل بعض البلوجيرز (القائمين على مواقع شبكة المعلومات الإليكترونية) عن أربعة أنواع من الصور المزيفة بواسطة رويترز، وكلها تُبالغ في تصوير الأعمال العدائية الإسرائيلية. بل قام البلوجيرز بتوثيق الكيفية التي تم بها تزييف صور رويترز من أجل التأثير في المُشاهد .


  • البي بي سي: كان المحررون يسعون لاصطياد تقارير وروايات شخصية من أجل تصوير إسرائيل في صورة شريرة، وقاموا بعرض هذا الطلب والإعلان على صفحات أخبارها: "هل تعيش في غزة؟ هل تأثرت بالعنف في المنطقة؟ ارسل لنا تجربتك وخبرتك باستخدام النموذج أدناه. إذا كان يُسعدك الحديث معنا فضلاً سجل كيفية الاتصال بك."
  • سي ان ان: لمَّحت روزماري تشُرش، العاملة بالبرنامج أو القسم الدولي، إلى أن القوات الإسرائيلية كانت قادرة على إسقاط صواريخ حزب الله إلا أنها اختارت ألا تفعل، وذلك عندما سألت متحدثاً رسميا إسرائيلياً، "هل يُمكن القول أن إسرائيل لم تحاول إسقاطها من السماء؟ إنهم يملكون القدرة على فعل ذلك."
  • الواشنطن بوست: وبالمثل صرح توماس ريكس، مراسل الشؤون العسكرية، على شاشة تليفزيون وطني أن عدداً من المحللين العسكريين الأمريكيين لم يرغبوا في الإعلان عن أسمائهم عتقدون أن الحكومة الإسرائيلية "تركت عن عمد جيوباً لصواريخ حزب الله في لبنان، لأنه طالما يقوم حزب الله بإطلاق صواريخه على الإسرائيليين فسوف يظل لدى الإسرائيليين نوعً من التكافؤ الأخلاقي والمعنوي يغطي عملياتهم في لبنان." وهو يفسر ذلك بأنه عندما يجد المرء شعبه في حالة خطر ويتعرض للأذى فإن ذلك يمنحه "موقفاً متميزاً من الناحية المعنوية والأخلاقية."
تنشأ كل هذه الأفعال في العمل الصحفي والإعلامي عن تصور مضمونه أن الطرف الذي تسقط منه قتلى وجرحى والذي يبدو في صورة الضحية إنما يَقوى موقفه في الحرب. على سبيل المثل، كان الهدف من صور حاج المزيفة هو تشويه صورة إسرائيل، مما يحرك الشقاق الداخلي، ويُضعف الموقف الدولي لإسرائيل، ويخلق ضغطاً على الحكومة من أجل وقف هجماتها على لبنان.
إلا أن هذه الظاهرة التي نرى فيها كل طرف يستعرض آلامه وخسارته إنما تقلب وتعكس ما كان في الماضي، حيث كان كل طرف يود أن يُرهب ويُخيف العدو بالظهور في صورة القوي والقاسي الذي لا يلين ولا يتنازل عن النصر. في الحرب العالمية الثانية مثلاً قام مكتب المعلومات الحربية للولايات المتحدة بتحريم طباعة أو نشر أفلام أو صور فوتوجرافية تعرض قتلى من الجنود الأمريكيين طوال العامين الأول والثاني من الحرب ثم لان موقف المكتب بعض الشيء فيما بعد. في نفس الوقت، قام مكتب الصور المتحركة (الأفلام) بإنتاج أفلام مثل "أعداؤنا ــ اليابانيون،" يعرض صور الموتى من اليابانيين ومشاهد الفقر والبؤس والمهانة اليابانية.
كانت القاعدة طوال الآلاف من السنين هي إظهاربأس وشجاعة وتفوق الذات وتشويه شجاعة وبراعة العدو، تشهد على ذلك الرسومات الجدارية المصرية، والمزهريات الإغريقية، والشعر العربي، والرسوم الصينية، والأغاني الشعبية الإنجليزية، والمسرح الروسي. لماذا قام المقاتلون (وحلفاؤهم في حقل الصحافة والإعلام) بقلب وعكس هذا النمط وهذه القاعدة العالمية والقديمة، بالتقليل من بأسهم وإبراز بأس وتفوق العدو؟
السبب هو القوة غير المسبوقة التي تتمتع بها أمريكا وحلفاؤها. فسر عالم التاريخ بول كيندي هذا الأمر في عام 2002 بقوله "من الناحية العسكرية لا يوجد سوى لاعب واحد هام فقط في الملعب يؤخذ في الاعتبار." ويري أن دراسة التاريخ توضح أنه "لم يسبق أن كان هناك مثل هذا التباين في القوة." وإسرائيل، بوصفها قوة إقليمية بذاتها وبوصفها حليفة وثيقة لواشنطن، تتمتع بتفوق مماثل بالمقارنة مع حزب الله.
مثل هذا التباين في القوة يوحي بأنه عندما يحارب الغرب طرفاً غير غربي فإن النتيجة على أرض المعركة مضمونة. ولأن النتيجة محسومة سلفاً، يبدو القتال وكأنه في المقام الأول حملات أو عمليات للشرطة أكثر منه قتالاً عسكريا في الصورة التقليدية. وكما هو الحال في حملات الشرطة، يكون الحكم على الحروب الحديثة المعاصرة بناءً على شرعيتها، وطول مدة العمليات العدائية، وتكافؤ القوة، وفداحة عدد القتلى والجرحى، ودرجة الدمار الاقتصادي والبيئي.
تلك هي القضايا التي يدور حولها الجدل، وهو جدل يصل في قوته إلى درجة انتقال مركز الجاذبية كما جاء في كتابات كلاوزيفيتس من أرض المعركة إلى ما يُكتب في الصفحة الرئيسية المقابلة لصفحة محرر الجريدة وإلى الشخصيات التليفزيونية.**
يشير هذا الواقع الجديد إلى حاجة الحكومات الغربية، سواء أمريكا في العراق أو إسرائيل في لبنان، إلى رؤية العلاقات العامة بوصفها جزء من استراتيجيتها. لقد تكيف وتواءم حزب الله مع هذه الحقيقة الجديدة للحياة، إلا أن تلك الحكومات لم تقم بذلك حتى الآن.
* السيد حاج ضيف دائم على قناة الجزيرة القطرية ــ المترجم.
** كارل فون كلاوزيفيتس هو جنرال ومنظر عسكري بروسي، دعا إلى الحرب الشاملة أو الكلية ــ المترجم.
---------------------------------------------------------------------
تحديث بتاريخ 15 أغسطس 2006: في مُلصق بلا تاريخ على شبكة المعلومات الإليكترونية، يعرض أليكس سافيان من كاميرا ما تجده في:
sort-of retraction by Thomas Ricks
ويترجم كالتالي: توماس ريكس يتراجع نوعاً ما. وهو تعليق، يتناول كلامه الذي استشهدت به في مقالتي، أرسله إلى المسؤول عن التحقيق في الشكاوى وتسويتها بالواشنطن بوست:
اج ( صوت هو علامة على الانزعاج ـ المترجم). ليتني ما تكلمت. سوف أرفق نسخة طبق الأصل في الختام. ما قلته كان دقيقاً: في محادثة ليست للنشر أو الإذاعة مع عدد من المحللين العسكريين، ذهب إثنان منهم إلى القول بأن الاستراتيجية الإسرائيلية تضمنت ترك جيوب لصواريخ حزب الله على حالها دون تدمير من أجل صياغة وتشكيل مايراه الرأي العام ومن أجل إعطاء قواتهم المزيد من حرية المناورة في لبنان. مثل تلك الاستراتيجية يُمكن اعتبارها منطقية ومعقولة بل حتى أخلاقية، بمعنى أن معاناة سقوط قتلى وجرحى على المدى القصير قد يعود بالمزيد من الحماية لعدد أكبر من الإسرائيليين على المدى البعيد.
إلا أنني منذ ذلك الوقت سمعت من بعض الاشخاص الأذكياء والمُطلعين على الأمور بصورة حسنة أنه بينما قد تكون هذه الاستراتيجية منطقية إلا أن الشعب الإسرائيلي لم يتحملها. وأنهم شعروا بالإحباط والحزن والغضب الشديد من جراء إذاعة هذا الأمر.
لقد اعتمدت في كلامي وتعليقاتي على محادثة طويلة مع مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى دارت بيننا منذ عامين ...
مع خالص تمنياتي
توم
يرى سافيان تناقضاً وعدم ثبات في الرسالة أو التعليق مما يعني أن هناك "مشكلة خطيرة" بها:
بناءً على مصادر موثوق بها لدى سي ان ان وصف السيد ريكس مصدره على أنه "عدد من المحللين العسكريين بالولايات المتحدة،" بينما في رسالته أو تعليقه يصف مصدره بأنه "مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى." مما يُثير التساؤل هل اعتمد السيد ريكس على أي مصدر ــ خلاف السيد ريكس نفسه.

Staged Photographs


External Links

More Reuters Photo Fraud Uncovered The American Thinker, 08/10/07

Monday, February 6, 2012

مزاد الدم

ما إن تنتهي فضيحة من فضائح العرب، حتى تظهر أخرى، و ما أن يصمت ثرثار حتى ينطق عشرة آخرون، و ما أن يُحَل مشكل، حتى يظهر عشرون آخرون، هذا هو حال العرب للأسف هذه الأيام. انعدام تام للشعور بالمسؤولية و غباء مطلق لبعض الأفراد في المجتمع العربي و بشكل يجعل المرء يتساءل أحيانا إن كان هناك من مازال يستخدم عقله في الوطن العربي، أم أن العقول العربية كلها في إجازة أبدية منذ العصور الوسطى؟ السبب الرئيس وراء كتابتي لهذا المقال هو “مزاد الدم” الذي بدأه قبل أيام شيخ من شيوخ السعودية – لماذا لا يفاجئني ذلك كثيرا؟ – و الذي انطلاقا من بيته الآمن المريح و معيشته المترفة أبى إلا أن يبدأ مزادا علنيا للدم و القتل يعقد به حياة الآخرين، و هي عادة رأيناها كثيرا في السعودية، و التي تُصَدِرُ الإرهاب لدول الآخرين مثل الجزائر تحت مسميات “الجهاد” بينما تقمعه على أراضيها لأنه من عمل “الفئة الضالة” وفق تعبيرهم! المهم أن هذا الشيخ لم يجد على الأرجح ما يشغل به نفسه ذلك اليوم، فأبى أن ينهيه – أي اليوم – دون أن يثير زوبعة في المنطقة بأكملها، عارضاً مبلغ مئة ألف دولار لكل من يأسر جنديا إسرائيليا، من أجل مبادلته بالأسرى الفلسطينيين. يعرض هذا و هو الذي لم يعش في حياته في منطقة حرب أو عانى من ويلاتها. أولا، سؤال بريء يطرح نفسه هنا، من أين لك هذا؟ رجل دين من اللذين يمدحون لنا الزهد في الدنيا و ترك لذاتها و نسيان الدنيان و العمل من أجل الآخرة، و هو ليس برجل الدين الشهير أو دائم الحضور على الساحة العربية، اللهم إلا انتقاده الدائم لكل شيء. رجل الدين هذا لديه استعداد لدفع مبلغ يعادل راتب موظف طبقة وسطى لمدة سنتين كاملتين في الولايات المتحدة، و هو مستعد لمنح هذا المبلغ بكل سهوله، لكل من يأسر جنديا إسرائيليا، طمعا في “نصر” آخر يزيد في إنقاص قيمة العرب و رخص ثمنهم، فـ “شاليط” الجندي الإسرائيلي الشاب هزيل القوام تم مبادلته بـ 1047 عربي في كامل صحتهم! و ربما الصفقة المقبلة – إن حدثت، لأنني لازلت أعتقد أن شاليط كان ضربة حظ لحماس لن تتكرر- ستزيد من رخص قيمة العرب، فيبادلون جنديا إسرائيليا آخر بضعف ذلك العدد، و ربما تضيف لهم إسرائيل مجموعة مجانية، على غرار اشتري واحدا و أحصل على اثنين مجانا، و هكذا إلى أن تصبح قيمة الإسرائيلي الواحد تساوي قيمة كل العرب، حينها، و بمجرد استهداف إسرائيلي آخر بالقتل، نُقصف كلنا بالنووي مقابل ذلك الإسرائيلي و يرتاح العالم من هرائنا و ثاني أكسيد كربوننا الذي لا ننتج سواه.

إن كان من منتصر حقيقي في صفقة التبادل، فهو بدون منازع إسرائيل و التي أثبتت أنها تضع مصلحة مواطنيها قبل كل شيء، و أثبتت ذلك من خلال سعيها اللامحدود لإطلاق سراح أسيرها، إلى درجة أنها أطلقت مساجين ارتكبوا جرائم قتل من السجون، و هم الأسرى الفلسطينيون و الذين استقبلوا استقبال الأبطال، بينما هم في غالبيتهم العظمى ارتكبوا جرائم بحق مدنيين و قتلوا أسراً بأكملها بدم بارد، و بينهم حتى من تسبب في مقتل أطفال و شباب مدارس ثانوية كانوا في حفلات ترفيهية، أولئك هم أبطالكم! أضف إلى ذلك، إسرائيل الآن أثبتت للعالم أنها عندما تقتل العشرات من الفلسطينيين مقابل كل عملية إرهابية تقتل ولو مدنيا واحدا داخل أراضيها فهي ليست تظلمهم، فهم أنفسهم قبلوا بعملية حساب (إسرائيلي = 1047 فلسطيني) و هذا يعني أنه لا يحق لهم الاعتراض بعد اليوم عندما يقتل منهم العشرات مقابل كل مدني أو جندي إسرائيلي يقتل، فهم من وضع تلك القاعدة الحسابية، لا بل و اعتبرها نصرا تاريخيا مبينا!

نقطة أخرى أود الحديث عنها قبل العودة لصلب الموضوع، العرب كعادتهم في تقديس أنفسهم و إلقاء اللوم على الغير بمناسبة و بدون مناسبة، تحدثوا كثيرا عند إطلاق المساجين الفلسطينيين و الذين يطلقون عليهم “الأبطال”، تحدثوا عن المعاملة “القاسية” التي تلقوها مقابلة بالمعاملة “الرائعة” التي تلقاها شاليط. حسنا، أنا إنسان عقلاني و لا أحكم بعواطفي بل بعقلي، أتيت بصور المساجين المطلق سراحهم و قارنتها بصورة شاليط الذي يبدو على ملامحه و كأنه كان ميتا لمدة خمس سنوات، مساجين مرتكبون لجرائم ضد أُسَرٍ و أطفال صغار مع سبق الإصرار و الترصد خرجوا من السجون في أتم صحه و عافية، و الكثير منهم وجهه ممتلئ و كأنه لم يكن مسجونا على الإطلاق، على الجانب الآخر، شاليط، و الذي خرج و هو لا يكاد يقوى على المشي، شاحب الوجه و الصوت و لا يكاد يمشيء خطوتين دون أن يبدوا و كأنه سيسقط، هل هذه علامات “الدلع” الذي كان يتلقاه عند محتجزيه؟ هل هذه حسن معاملة الأسير و التي لا يتذكرها العرب إلا عند مقتل مجرم مثل القذافي؟ من أصدق أن معاملته كانت أحسن؟ من خرج بكامل صحته يرقص فرحاً و طرباً أم من خرج و هو لا يكاد يقوى على الوقوف؟ و أنا هنا أعمل التفكير العقلاني الصرف، لا عواطف على الإطلاق في الموضوع، ولو كنت من أصحاب العواطف، لكذبت عيني – كما فعل الكثيرون- و قلت أن شاليط خرج يرقص في أتم صحه بينما المساجين الفلسطينيون “المساكين” خرجوا و هم لا يقون على الحركة! قليلاً من المنطق رجاء! هذا إن دل على شيء، فإنما يدل على مدى إعماء العاطفة و التعصب لأعين العرب و بشكل لا يمكن تصديقه، و هو عمى بلغ درجة أصبحوا فيها لا يرون شيئا واضحا وضوح الشمس لأي متابع محايد، و يواصلون إنكاره بكل إصرار.

أعود لصلب المقال، مزاد الدم و الذي انطلق من السعودية، لم يكفه أن من بدأه رجل من رجال الدين تعودنا مؤخراً على شطحاتهم الغير محسوبة و التي تأتي في أوقات غريبه، و بشكل مريب لتثير الفتن و العواطف، لم يكف المزاد ذلك، لينضم إليه أحد أصحاب “السمو”، و الذي جاء لا لينصح رجل الدين بالتعقل و ربما الصمت، بل ليصب الزيت على النار، معتقدا أنه بأمواله يستطيع فعل كل شيء، و تحدث داعما لرجل الدين ذاك، مضيفا مبلغا إضافيا للمبلغ الذي عرضه ذلك الشخص، و أصبحت أرواح الناس لعبة في مزاد علني، فبعد أن زايدوا على الملابس الداخلية للمشاهير و أرقام الموبايلات المميزة بالملايين، أصبحت أرواح الناس موضوعة في مزاد علني اليوم يديره رجال لا يفكرون قبل أن يتحدثوا، و يتلذذون بإشعال النيران في بلدان الآخرين، ثم يذهبون مساءا للنوم في قصورهم العاجية آمنين مطمئنين. مثل هذا التصرف قد يجعل إسرائيل تلغي بقية مراحل التبادل، خاصة و أنها استلمت أسيرها، و خاصة و أنها تحت ضغط رهيب من الداخل لأنها أطلقت محكومين في قضايا قتل و استهداف مدنيين مقابل عسكري لا يبدوا أنه قتل بعوضه من قبل، ماذا لو قامت إسرائيل بإلغاء بقية المراحل؟ هل ستقطعون أرزاقهم أم تفرضون حصارا عسكريا على دولة تفوقكم قوة؟ أقترح حينها أن تقدموا رجل الدين هذا لإسرائيل مقابل الحصول على بقية أسراكم!

بعض الأشخاص من الأفضل لهم أن يسمعونا سكوتهم – كما يقال في الجزائر – و يشغلوا أوقاتهم بأشياء أهم بدل التحريض على اختطاف الآخرين و إشعال المزيد من الأحقاد و العدوات. معظم تدخلات العرب في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي و منذ بداية الصراع لم تساهم يوما في تهدئة الأمور، بل هي تدخلات كانت لإشعال النيران فقط لأناس لا يعيشون في الخطوط الأمامية للجبهة و لا يشعرون بحالة اللاأمن التي يعيشها الإسرائيليون و الفلسطينيون على حد سواء! العرب افواههم دائما مفتوحه و ينظرون و يحرضون، بينما هم يعيشون في أمان بعيدا عن صراع لا يريدون له أن ينتهي فقط لأنهم ليسوا من ضحاياه، و لكم يضحكني رؤية جزائريين و مصريين و عرب من جنسيات أخرى يعارضون استطلاعات مثل ” هل تعترف بإسرائيل لو اعترفت هي بدولة فلسطينية مستقلة” بتعليقات مثل ” لن نقبل” و “على جثتي” و كأنه هو المعني الأول بالاستطلاع، و كأن له علاقة بذلك الصراع أو حتى اكتوى بناره ولو من بعيد، بينما هو في الحقيقة يمضي يومه يشرب القهوة و يدخن الشيشة ثم يأتي قبل النوم و قد ارتدى منامته الحريرية ليلقي ببضع كلمات كراهية على الإنترنت يعقد بها حياة آخرين يعيشون في قلب الصراع، و أقصد بالآخرين هنا، الجانبين الإسرائيلي و الفلسطيني، كلاهما.

لطالما سمعت الإسرائيليين يقولون “العرب لا يريدون السلام، و لا يريدون سوى دمار إسرائيل، لذلك يجب أن ندمرهم قبل أن يدمرونا” و كنت أعتقد أن مثل هذا الكلام هو مبالغة، أو ربما كلام بعض المتطرفين في إسرائيل والذين يريدون من خلاله تبرير إشعال حرب شاملة ضد العرب، و لكنني من موقعي كمتابع للمحتوى العربي على الإنترنت و مواقع سبر الآراء العربية، بدأت أقتنع أن تلك العبارة لا تخلو من الصحة إن لم تكن صحيحة تماما، فالعرب حتى و إن تظاهروا بحب السلام و رغبتهم في مشروع الدولتين، في قرارة أنفسهم لا يريدون حلا سوى تدمير إسرائيل بالكامل، و لا يهمهم ما قد يترتب على ذلك من تشريد شعب بأكمله و من كوارث إنسانية و ربما إشعال حروب نووية، فكل استطلاعات الرأي في المواقع العربية تؤكد أن العرب يرفضون حل الدولتين، حل العاصمة المشتركة، حل حدود 67، و حتى حل حدود 1948، و كلما قُدم لهم تنازل من الجانب الإسرائيلي اعتقدوا أن ذلك ضعف و طلبوا المزيد، ثم بعد ذلك نتهم الإسرائيليين بأنهم لا يريدون السلام بينما نحن نريد تدمير دولتهم و تشريد شعبهم؟ و هي دولة تعترف بها كافة الدول العربية و إن أنكروا ذلك، لأن الأمم المتحدة معترفة بها، و كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملزمة بذلك الاعتراف، و هو ما يعني أن كل دول “الممانعة” و كل ذلك الكلام الفاضي معترفة بإسرائيل مهما حاولت التظاهر بغير ذلك.

كيف يمكن لإسرائيل أن تعقد معاهدة سلام و تعيش في أمان مع جيران يريدون دمارها؟ و هم جيران يرون في الخديعة أمرا مستحبا. كيف و أنا شخصيا حاورت أشخاصا عربا قالوا لي أنهم يريدون السلام و لا يريدون دمار إسرائيل، ثم اكتشفت أنها كلها أكاذيب الضعفاء، الذين يتلونون مع كل ريح، بينما يخفون نواياهم الحقيقية من الجميع؟ انا كعربي اقتنعت أنه ليس إسرائيل وحدها من يتحمل اللوم في فشل عملية السلام، بل العرب أيضا والذين يستغلون عملية السلام للمطالبة و محاولة تحقيق المزيد من المكاسب التي لا يستحقونها أساسا، و أذكر هنا كلمة سمعتها من أستاذ جزائري قالها لي يوما و هي أن إسرائيل بموافقتها على التفاوض على السلام أساسا تقدم تنازلا هائلا! فهي دولة نووية تفاوض شبه دول لا تملك حتى أسلحة متطورة، ناهيك عن السلاح النووي، و كلامه هو عين الصواب.

هناك الكثير من نماذج التعايش بين الفلسطينيين و الإسرائيليين داخل إسرائيل و خارجها، و هي نماذج نجحت لأن القائمين عليها من الجانبين توقفوا عن الإصغاء للمحرضين من العرب و من الفلسطينيين أنفسهم، و هي نماذج ناجحة جدا و يمكن لأي منها البحث عنها عن الإنترنت، و ربما أخصص مقالا للحديث عنها قريبا، و هي في معظمها نماذج جمعت الفلسطينيين و الإسرائيليين في مدارس مشتركه، و بيوت مشتركه و حتى أماكن ترفيه مشتركة، وهي بالطبع نماذج لن تعجب أشخاصا نذروا حياتهم لإراقة الدماء و إذكاء الأحقاد.





أنا صهيوني!


“أنت صهيوني” هذه التهمة الجاهزة و التي يستخدمها أصحاب العقول الفارغة لوصف كل من خالفهم، أو كل من رفض أن يعمل لخدمة أهدافهم الشخصية و طموحاتهم الخاصة. تهمة لا يَمَلُون من رميها يمينا و شمالاً و بشكل مستمر إلى الحد الذي أفقدها معناها، هذا إن كان لها معنى أساسا. أضف إلى ذلك، هذه الكلمة وُصف بها الكثير من المفكرين و المجددين العرب لمجرد أنهم قالوا كلمة الحق ووقفوا في وجه عشاق الدم و القتل و الانتهازيين من أصحاب المصالح الشخصية الضيقه، و هذا ما حولها إلى مدح لا شتيمة، فأكثر من يستخدمها هم العامة من ذوي الوعي المحدود ضد أناس ذوي مستوى فكري عالي و إنجازات حقيقية، و هو ما يعني أن الغرض الأساسي من هذه الكلمة كان في بدايته الذم، و لكن لم يلبث نادي “أنت صهيوني” أن بدأ يجمع كل مفكر و عبقري شذ عن الغباء السائد و الأفكار المتخلفة، و هو ما حولها إلى نوع من المدح لا الشتيمة، و لعله أمر لم يقصده من لا يجيدون سوى إطلاق هذه التهمة صبح مساء، لمجرد أنه لا أفكار لهم و لا يمكنهم حتى صياغة فكرة واحدة متكاملة.
مطلقو ذلك النوع من العبارات هم أناس لا أفكار لهم و لا يجيدون حتى اللباقة في الحديث، و يفتقدون إلى أدنى أساسيات التواصل البشري الإنساني، و هذا ما يجعل منهم مجرد صناديق معدة للسباب و الشتيمة ضد كل من خالف أفكارهم المنحرفة، و هم لا يجرؤون على أن يكون لهم رأي شخصي أو أن يسيروا خارج القطيع الذي يقادون فيه كالأنعام منذ طفولتهم، و لذلك فهم يحقدون على كل من امتلك فكره الخاص به أو صنع وجهة نظره الشخصية، وجهة نظر بناها من تحليله الشخصي للأمور و من قراءاته لأمهات الكتب و من الواقع الحياتي المُعَاش، على عكسهم هُم الذين أُملي عليهم مسار حياتهم منذ البداية و عليهم أن يسيروا فيه كالعبيد. كل افكارهم لا علاقة لها بالواقع، لأنهم دائما يعيشون في وهم أنهم الأفضل و الأروع و الأحسن، على الرغم من أن الواقع يقول أنهم يعيشون في ذيل الترتيب البشري و الإنساني، وليسوا سوى عالة على العالم و على مجتمعاتهم التي يحرصون على بقائها تسبح في بحور التخلف و الجهل المقدس.
هجماتهم تأتي دائما بشكل شخصي، فهم لا يتناولون فكرك كأي إنسان عادي يستخدم عقله ليحاور أفكارك، لا شخصك. هم دائما يتحدثون عن الشخص لا أفكاره، و ذلك لأنه ليس لهم القدرة على النقاش الفكري العقلاني كسبب أول، و السبب الثاني أن لغة الهجوم و الشتائم المبطنة هي الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه، و الأسلوب الوحيد الذي تربوا عليه، و لذلك فهم لا يعرفون سواه، إما أن تسير معهم في مسيرتهم الظلامية و التي لا علاقة لها بالواقع الذي يعيشونه، أو تصبح “صهيونياً” و “عميلاً” و “ملحداً” و غيرها من الكلمات التي يعتبرونها شتائماً، على الرغم من أن التدقيق فيها يكشف أنها أوصاف لتوجهات فكرية و سياسية يفتخر بها أصحابها الحقيقيون و لا يعتبرونها شتيمة، فالملحد لا يرى إشكالاً في أن تناديه ملحداً، و على الرغم من أنني لست ملحداً، إلا أنني لا أشعر بالسوء عندما يناديني أحد بالملحد أو المسيحي أو اليهودي، فتلك ديانات و توجهات فكرية أحترمها حتى و إن لم أتفق معها، و لذلك فشتائمهم دائما تضحكني لأنهم فاشلون في كل شيء، حتى في توجيه شتائم ذات معنى.
كان لي مواقف عديدة أين تم وصفي بتلك الصفات بشكل مباشر أو غير مباشر كمحاولة لتوجيه الإهانة لشخصي، و لعل آخرها حدث في صفحتي الشخصية على الفيسبوك، حيث نشرت أحد مقاطع الفيديو التي تظهر إجرام حماس في غزه، حيث نرى في المقطع كيف يعتدي أفراد مسلحون من حماس على شباب عُزَل أثناء عملية اعتقالهم، و معظم العنف في المقطع غير مبرر على الإطلاق، بل هو عنف جبناء يستقوون على شباب أعزل استسلم دون أي مقاومة، و مهما كان الشيء الذي ارتكبه هؤلاء الشباب، لا يوجد أي مبرر للتعدي عليهم و هم يسلمون أنفسهم دون مقاومة. جاءني تعليق على المقطع من أحد الأشخاص يقول ” هذه خرجة جديدة لم أتوقعها وتحسب عليك لا لك لأنك بهذا العمل تناصر الصهيونية.” هذا التعليق الخالي من اللياقة و الاحترام و من شخص تربطني به علاقة سطحية للغاية كان أول تعليق وصلني على المقطع، أمر مثير للدهشة فعلا! لمجرد أن حماس تدعي انها حركة “مقاومة”، و هو ادعاء لم يعد يخدع أحداً على كل حال، لمجرد ادعائها ذلك أصبح مباحا لها القيام بأي شيء، و لا يحق لأحد محاسبتها و إلا أُشهرت في وجهه سيوف التهم الجاهزة على غرار ما ورد في التعليق السابق، نعم، هذا هو مستوى تفكيرهم، و هو ما يسيرون به كمنهج لهم في الجزائر أيضا، فلمجرد أنك تدعي أنك تناصر ما يسمونه “المقاومة” يمكن لك أن تسرق و تنصب و تحتال و تقوم بكل شر، و لا يحق لأحد أن يحاسبك لأنك “مقاوم”. بئس التفكير تفكيركم، و بئس المنهج منهجكم.

الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: وجهة نظر إسرائيلية

نظرا لإيماني بضرورة سماع كلا الطرفين في أي صراع أو إشكال، و لأنني رأيت مدى الإنحياز الأعمى في الجانب العربي و رفض مجرد حتى الإستماع لوجهة النظر الإسرائيلية، حتى لو إختلفوا معها، لذلك أقوم بنشر ثلاثة مقاطع فيديو وجدتها على الإنترنت، من إعداد وزارة الخارجية الإسرائيلية و يقدمها نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون و هو من يهود الجزائر الذين هاجروا لإسرائيل. المقطع باللغة الإنجليزية مع توفر ترجمة باللغة العربية يمكن الحصول عليها عن طريق النقر على زر CC و إختيار اللغة المناسبة. نرحب بكافة الآراء و التعليقات المناقشة لمحتوى الفيديوهات و المقاطع، سواء بالسلب أو الإيجاب. المقاطع مجهزة بطريقة كرتونية بسيطة تسهل من عملية فهم وجهة النظر و الشرح المرفق عن طريق نائب الوزير.






Sunday, February 5, 2012

إسرائيل والنزاع والسلام: أجوبة على أسئلة متكررة

أسئلة كثيرًا ما تطرح: إسرائيل والنزاع والسلام

السلام

• كيف يمكن بلوغ السلام؟
• ما هي أركان السلام الخمسة؟
• ماذا كان رد الفلسطينيين على عروض السلام الإسرائيلية؟
• ما هو تأثير انقلاب حماس في غزة على فرص السلام؟
• هل يمكن أن تكون حكومة وحدة لحماس وفتح شريكا للسلام؟
• كيف يضر التحريض الفلسطيني بالسلام؟


الاعتراف

• لماذا يجب الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية يهودية؟* ما هو موقف إسرائيل من تأسيس دولة فلسطينية؟

الاقتصاد
• ماذا فعلت إسرائيل من أجل تحسين اقتصاد الضفة الغربية؟


المستوطنات


• هل الضفة الغربية أرض "محتلة" أم "متنازع عليها"؟
• هل يتعين على إسرائيل الانسحاب إلى حدود سنة 1967؟
• هل تشكل المستوطنات الإسرائيلية "عقبة بوجه السلام"؟• هل تمثل المستوطنات الإسرائيلية خرقا للاتفاقات الإسرائيلية الفلسطينية أو للقانون الدولي؟• هل تبرر مطالبة الفلسطينيين بالتجميد الشامل والدائم لجميع النشاطات الاستيطانية رفضهم للتفاوض؟


أورشليم القدس• ما هو الوضع القانوني لأورشليم القدس؟


اللاجئون
• هل للاجئين الفلسطينيين "حق عودة" يمكن تبريره؟


حل الدولة الواحدة• هل يمكن اعتبار حل الدولة الواحدة تسويةً عادلة؟