Monday, December 3, 2012

الأردن أرض فلسطينية محتلة من الهاشمين


في 9 تشرين الاول، تحدث ولي العهد الأردني السابق، الأمير حسن، إلى مجموعة من الفلسطينيين في عمان قائلا بأن "الضفة الغربية هي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية، والتي تشمل كلا من ضفتي نهر الأردن".
وأضاف حسن : "آمل أن لا أعيش إلى اليوم الذي أرى فيه الأردن أو المملكة الأردنية الهاشمية، تتنازل عن الأراضي المحتلة عام 1967 من قبل الجيش الاسرائيلي".
تعليقات الأمير حسن تأتي في وقت حرج للغاية بالنسبة للأسرة الهاشمية الحاكمة في الأردن، مع الاحتجاجات المنتظمة المناهضة للنظام والتي تجتاح مملكتهم، ودعوات مفتوحة لإسقاط الملك واقتصاد متقهقر. وغالبا ما يتم تجاهل الاضطرابات في الأردن من قبل وسائل الإعلام العالمية، حيث انها مشغولة بسفك الدماء في سوريا والاضطرابات في مصر.
في الواقع، فإن الإحتجاجت الأسبوعية المناهضة للنظام  في الأردن تأتي أساسا من الشرق الأردنين، (أو من يسمون بالبدو). هذه الأحتجاجات أخذت منحا آخرا رئيسيا في 5 أكتوبر بمسيرة غير مسبوقة لمناهضة النظام جرت في العاصمة عمان، وحيث تعيش الأغلبية الفلسطينيينة وتتواجد مخيمات اللاجئين والذين شاركوا بالإحتجاجات للمرة الأولى.
ما قد يكون القضية الأكثر مدعاة للقلق بالنسبة للملك وعمه حسن هو حقيقة أن تلك المسيرة كانت بداية مشاركة الأغلبية الفلسطينية في الاحتجاجات المناهضة للنظام، الأمر الذي فتح نافذة لثورة حقيقية قادمة إذا إتحد كل من الشرق أردنين والفلسطينيين ضد النظام.
ولذلك، بات النظام الهاشمي يركض مثل الدجاجة مقطوعة الرأس، أولا بأن إدعي بأن مسيرة  5 أكتوبر الضخمة هي مسيرة الإخوان المسلمين في الأردن، طبعا لاستدامة إدعاء الهاشمين بأن "إما حكم الهاشمين أو حكم الإخوان المسلمين في الأردن" فهذا هو اللعب على عامل الخوف لإسرائيل والقوى المؤيدة لإسرائيل في الغرب. ومع ذلك فقد شارك 78 فصيل سياسي  أردني- فلسطيني  في الاحتجاج،  وكان الإخوان المسلمون واحدا من هؤلاء.
وعلاوة على ذلك، حاولت المصادر الاعلامية التابعة للنظام الملكي التقليل من عدد من المحتجين الذين شاركوا في مسيرة  5 اكتوبر، فزعموا ان الأعداد كانت منخفضة وبالكاد 5000 متظاهر، ومع ذلك،  فإن صحيفة الغد الأردنية زل لسانها ونقلت عن مسؤول أمني أردني قوله  أن قد شوهد  250 الف شخصا يسيرون في اتجاه موقع الاحتجاج في وسط مدينة عمان.استيعابهم فيه، ففي الوقت ال
ففي حال سقوط النظام الهاشمي أو زوال سلطات الملك، فإن الأغلبية الفلسطينية سيكون لها حصة من المسؤولية. فسواء كان الرئيس القادم إمرأة أم رجلا، إسلاميا  أم معتدلا مؤيدا للسلام، فإن الرئيس القادم سيكون فلسطينيا. إن الأمير حسن يحاول ان يعطي معسول الكلام في حديثه للفلسطينيين وتذكيرهم بأن الهاشميين كان لهم علاقات مع الضفة الغربية ، هذا إنما هو علامة على كما هما يأسان هو وإبن أخيه  ملك الأردن .
وفي الوقت نفسه، ومن خلال إطلاق هذه التصريحات، فأن حسن يتجاهل حقيقة تاريخية أساسية، وهي ان خريطة الانتداب البريطاني لفلسطين( والذي أسند إلى بريطانيا العظمى في عام 1919 من قبل عصبة الأمم) هذه الخريطة تشمل كل من إسرائيل  اليوم وأردن اليوم.
كذلك، فإن حسن يتجاهل ببساطة اتفاقية فيصل-وايزمان، التي وقع عليها الهاشميون في عام 1919، والتي وافقوا بموجبها اليهود   على جعل  78 في المئة من مساحة ارض فلسطين حسب الانتداب البريطاني على فلسطين  وطنا مستقبليا لعرب البلاد مقابل أن يكون الباقي وطنا لليهود كما وعدت به بريطانيا. وهذه التسوية التي قدمها يهود العالم كان لها سبب واضح: إنشاء وطن للعرب في تلك الارض وتحت حكم الهاشميين.
واليوم، ووفقا لتقارير الأمم المتحدة حول حقوق اللاجئين، فإن النظام الهاشمي يقول لأغلبيته الفلسطينية  بأنهم مجرد لاجئين يجب ان يعودوا الى فلسطين، بينما في الواقع، الأردن هو جزء محتل من أرض فلسطين كما اقرها الانتداب البريطاني لفلسطين، وكما اقره اليهود حين تبادلوا الارض مقابل وعد الهاشمين غير المنفذ بالتسوية الدائمة.
وعلاوة على ذلك، في عام 1948، عندما احتل الهاشميين مناطق واقعة غرب نهر الأردن،  وأعادوا تسميتها بالضفة الغربية، لم تعترف جامعة الدول العربية نفسها بالسيادة الهاشمية على تلك الأرض ولم  يعترف العالم ولاالأمم المتحدة. وفي الواقع لم تعترف سوى ثلاث دول بالحكم الهاشمي على الضفة الغربية على أنه شرعي: المملكة المتحدة وباكستان بالإضافة إلى العراق الذي كان حينها تحت حكم الهاشمين أيضا.
إن من الأفضل لملك الأردن  وعمه أن يدركا بأن الحديث ضد إسرائيل لن  يعطيهم إعفاءا من ثورة الأغلبية الفلسطينية المحرومة ولا من ثورة الشرق أردنين الغاضبين. إن على الهاشمين التخلي عن  أي أحلام بالسيادة على أي جزء من الأراضي غرب النهر، ففي الواقع أن عليهم أن يعتبروا نفسهم من المحظوظين جدا إن تمكنوا من الحفاظ على سيطرتهم على أرض الأردن، حيث يراهم العديد من رعاياهم  كمحتلين للأرض.

Friday, November 23, 2012

تاريخ النكبة الفلسطينية وحرب 1948 الكامل



فصل الأول – مشكلة "اللاجئون الفلسطينيون" – من المسؤول؟ 
الحلقة الأولى: قرار التقسيم وتهديد العرب 
الحلقة الثانية: اضطهاد اليهود في عقر دارهم 
الحلقة الثالثة: العرب يحملون وزر قرارهم في اعلان الحرب ونتائجها 
الحلقة الرابعة: حقيقة الأحداث وماهية “النكبة”

فصل الثاني – مدينة حيفا خير مثال 
الحلقة الاولى: ترددات ” الدعاية” العربية 
الحلقة الثانية: الوثائق تقضح الكذب والادعاءات الحلقة الثانية 
الحلقة الثالثة: “النكبة” صناعة عربية بامتياز 
الحلقة الرابعة: محاولات لتعديل قرار العرب في الرحيل

فصل الثالث – كم من الزمن عاش " الفلسطينيون" في ارض إسرائيل التاريخية؟ 
الحلقة الاولى: تفصيل كلمة “لاجئ” على مقاس الفلسطيني الحلقة الاولى
الحلقة الثانية: العرب وفرض “الاجئين” 
الحلقة الثالثة: حقيقة ارقام عدد الاجئين 
الحلقة الرابعة: أرض اسرائيل كانت خالية من السكان 
الحلقة الخامسة: العرب مهاجرون 

فصل الرابع – النكبة المغيبة
الحلقة الاولى: تجاهل النكبات اليهودية 
الحلقة الثانية: نكبة اليهود في الدول العربية 
الحلقة الثالثة: المحطات الدموية لليهود في الدول العربية 
الحلقة الرابعة: لغة الأرقام تعكس الحقائق

فصل الخامس – علاقة الحركة القومية الفلسطينية بالنازية ومسؤولياتها عن مقتل مئات الالاف من اليهود
الحلقة الاولى: النازيون العرب 
الحلقة الثانية: نتائج “الثورة العربية الكبري” (1936)

فيديو: “المقاومة الإسلامية” تعترف رسميا استخدام الأطفال والأهالي كدروعا بشرية


Monday, November 19, 2012

ميثاق حماس




الحلول السلمية، والمبادرات، والمؤتمرات الدولية: 
المادة الثالثة عشرة: 
تتعارض المبادرات، وما يسمى بالحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية مع عقيدة حركة المقاومة الإسلامية، فالتفريط في أي جزء من فلسطين تفريط في جزء من الدين، فوطنية حركة المقاومة الإسلامية جزء من دينها، على ذلك تربى أفرادها، ولرفع راية الله فوق وطنهم يجاهدون.

?واللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أكثر النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ? (يوسف: 21).

وتثار من حين لآخر الدعوة لعقد مؤتمر دولي للنظر في حل القضية، فيقبل من يقبل ويرفض من يرفض لسبب أو لآخر، مطالبًا بتحقيق شرط أو شروط، ليوافق على عقد المؤتمر والمشاركة فيه. وحركة المقاومة الإسلامية لمعرفتها بالأطراف التي يتكون منها المؤتمر، وماضي وحاضر مواقفها من قضايا المسلمين، لا ترى أن تلك المؤتمرات يمكن أن تحقق المطالب أو تعيد الحقوق، أو تنصف المظلوم، وما تلك المؤتمرات إلا نوع من أنواع تحكيم أهل الكفر في أرض المسلمين، ومتى أنصف أهل الكفر أهل الإيمان؟

?ولَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليهودُ وَلاَ النَّصَارَى حتَّى تَتَّبعَ مِلَّتَهُم قُل إنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِن اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الذي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ من اللهِ من وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ? (البقرة: 120).

ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد، أما المبادرات والطروحات والمؤتمرات الدولية، فمضيعة للوقت، وعبث من العبث. والشعب الفلسطيني أكرم من أن يعبث بمستقبله، وحقه ومصيره. وفي الحديث الشريف "أهل الشام سوط في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا إلا همًا وغمًا". (رواه: الطبراني مرفوعًا وأحمد موقوفًا، ولعله الصواب، ورواتهما ثقات، والله أعلم).

Sunday, November 11, 2012

الفرهود‎



الفرهود هي أعمال عنف ونهب نشبت في بغداد بالعراق واستهدفت سكان المدينة من اليهود في 1 حزيران 1941 خلال احتفالهم بعيد الشفوعوت اليهودي. حدثت هذه الأحداث عقب الفوضى التي اعقبت سقوط حكومة رشيد عالي الكيلاني خلال انقلاب 1941 قبل أن تتمكن القوات البريطانية من السيطرة على المدينة. انتهت الحادثة في اليوم التالي لدى دخول البريطانيين بغداد وراح ضحيتها حوالي 175 قتيلا و 1،000 جريحا يهوديا، كما تم تدمير حوالي 900 منزلا تابعا لليهود. تركت هذه الحادثة أثرا عميقا لدى اليهود العراقيين وساعدت على سرعة هجرتهم إلى إسرائيل، فبحلول عام 1951 هاجر أكثر من 80% منهم إلى إسرائيل.
يسمى الفرهود أحيانا لدى اليهود ب الهولوكوست المنسي حيث يعتبر بداية النهاية للوجود اليهودي بالعراق الذي امتد لأكثر من 2600 سنة منذ سبي بابل.

Saturday, November 10, 2012

ليس سرقة فلسطين و لكن شراء إسرائيل



"الصهاينة سرقوا الأرض الفلسطينية" هذا هو الشعار الذي تُعَلِمُهُ كل من السلطة الفلسطينية و حركة حماس لأبنائهم و ينشرونه في وسائل الإعلام التابعة لهم. هذا الإدعاء له أهمية كبيرة، حسب منظمة مراقبة الإعلام الفلسطيني (بالستينيان ميديا ووتش): "طرح إنشاء دولة إسرائيل على أنه عمل من أعمال السرقة، و على أن إستمرارها يعتبر ظلما تاريخياً يتم إستعماله كأساس لعدم إعتراف السلطة الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود". تهمة السرقة تقوض أيضاً الموقف الإسرائيلي دولياً.
و لكن هل هذا الإتهام صحيح؟

لا، إنه ليس صحيحاً. من المفارقات أن بناء دولة إسرائيل يمثل اليوم أكثر عمليات نشوء الدول و الهجرات سلمية في التاريخ. من أجل فهم لماذا، يجب النظر إلى الموضوع في سياق صهيوني. ببساطة، الغزو قاعدة تاريخية، حيث أن الحكومات في كل مكان نشأت من خلال الغزو، و كل الدول تقريبا جاءت إلى الوجود على حساب دول و أمم أخرى. لم يحكم أحد بشكل دائم، و جذور الجميع تعود دائماً إلى مكان آخر.
القبائل الجرمانية، جحافل آسيا الوسطى، القياصرة الروس، الغزاة الإسبانيون و البرتغاليون غيروا شكل خريطة العالم. اليونانيون الحديثون لديهم علاقة ضعيفة بالإغريقيين القدماء. من يمكن له أن يحصي عدد المرات التي تم فيها إجتياح بلجيكا؟ الولايات المتحدة جاءت إلى الوجود من خلال تغلبها على الأمريكيين الأصليين. قطَّعَ الملوك إفريقيا و غزا الآريون الهند. في اليابان، تم القضاء على كل الناطقين بالياماتو ماعدا قلة قليلة مثل الآينو.

منطقة الشرق الأوسط، و لموقعها المركزي و الجغرافي، شهدت أكثر من نصيبها من الغزوات، بما في ذلك الإغريق، الرومان، العرب، الصليبيون، السلاجقه، التيموريون، المغول، و الأروبيين الحديثون. داخل المنطقة، تسبب النزاع بين السلالات إلى غزو و إعادة فتح نفس البلد أكثر من مره، و يمكن إعتبار مصر مثالاً لذلك.

الأرض التي تشكل اليوم إسرائيل لم تكن إستثناءاً. في كتاب "القدس المحاصرة: من كنعان القديمة إلى إسرائيل الحديثة"، يقول الكاتب إريك كلاين حول القدس " لم تشهد أي مدينة مثلها صراعاً مريراً من أجلها على مدار التاريخ" و يسند ذلك الإدعاء إلى أنه " كان هناك على الأقل 118 صراعاً منفصلاً في القدس و من أجلها خلال الألفيات الأربع الماضية". ثم يقوم بعملية حسابية تاريخية تظهر أن القدس تم تدميرها تماماً مرتين على الأقل، و تم حصارها 23 مرة، السيطرة عليها 44 مرة، و مهاجمتها 52 مرة. السلطة الفلسطينية اليوم تدعى أن الفلسطينيين ينحدرون من قبيلة كنعان القديمة، اليبوسيون. ولكن في الحقيقة هم أبناء الغزاة و المهاجرين الذين أتوا للمنطقة باحثين عن فرص إقتصادية.

في وجه هذا الغزو المتواصل، العنف و الإطاحات، كانت الجهود الصهيونية لبناء وجود على الأرض المقدسة حتى 1948 تتسم بكونها معتدلة بشكل مدهش، و كان تجارية أكثر منها عسكرية. إثنتان من الإمبراطوريات العظمى، العثمانيون و البريطانيون حكموا أرض إسرائيل، في المقابل، لم يمتلك الصهاينة القوة العسكرية. لم يكن بإمكانهم إنشاء الدولة من خلال الغزو.

عوضاً عن ذلك، قاموا بشراء الأرض. مكتسبين ملكيتها دونماً دونماً، مزرعة مزرعة، منزلاً منزلاً، و هي التي كمنت لاحقاً في قلب المشروع الصهيوني حتى عام 1948. الصندوق القومي اليهودي و الذي تأسس في عام 1901 لشراء الأراضي في فلسطين "من أجل دعم تأسيس مجتمع جديد لليهود الأحرار الذين يعملون في صناعات سلمية و نشطة"، كانت تلك هي المؤسسة الرئيسية، و ليس الهاغاناه، منظمة الدفاع السرية التي أنشأت في 1920.

ركز الصهاينة أيضا على إعادة تأهيل الأراضي البائره و التي كانت تعتبر غير صالحة للإستعمال. لم يقوموا بجعل الأراضي الصحراوية تزدهر فحسب، و لكن قاموا أيضاً بتجفيف المستنقعات، تنظيف و تسريح قنوات المياه، إستصلاح الأراضي المقفرة،تشجير التلال الجرداء، إزالة الصخور و تنقية التربة من الأملاح. الإستصلاح اليهودي و أعمال الصرف الصحي التي أنشأوها أدت إلى إنخفاض في عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض.

فقط عند إنتهاء الإنتداب البريطاني على فلسطين في 1948، و الذي تلاه محاولة شاملة من الدول العربية لسحق و طرد الصهاينة، عندها فقط رفعت السيوف دفاعاً عن النفس من قبل الصهاينة و بدأو في الحصول على الأراضي بالطرق العسكرية. و حتى في ذلك الحين، كما يقول المؤرخ افرايم كارش في كتابه خيانة فلسطين ، كان معظم العرب هم من فروا من أراضيهم، و لم يجبر على الرحيل سوى عدد قليل جداً منهم.
هذا التاريخ يعارض الإدعاء الفلسطيني القائل أن " عصابات الصهاينة سرقت فلسطين و طردت شعبها" و الذي أدى إلى كارثة " لم يسبق لها مثيل في التاريخ" (وفقاً لماجاء في كتاب للصف الدراسي الثاني عشر في مدارس السلطة الفلسطينية) أو أن الصهاينة " نهبوا الأراضي الفلسطينية و المصالح الوطنية، و أنشأوا دولتهم على أنقاض الشعب العربي الفلسطيني" (كما ورد في عمود صحيفة تابعة للسلطة الفلسطينية). المنظمات الدولية، إفتتاحيات الصحف و عرائض هيئات التدريس تكرر هذه الإدعاءات الباطلة في جميع أنحاء العالم.

ينبغى على الإسرائيليين رفع رؤوسهم عالياً و التوضيح للعالم أن بناء دولتهم كان هو الأقل عنفاً و الأكثر تحضراً من أي شعب في التاريخ. لم تسرق العصابات فلسطين، التجار إشتروا إسرائيل.

الربيع العربي والعدو الإسرائيلي

عبداللطيف الملحم
منذ تسع وثلاثين عاماً اندلعت ثالث حرب بين العرب وإسرائيل في السادس من أكتوبر عام 1973. واستمرت هذه الحرب لما يقرب من 20 يوماً فقط. وقد جاءت هذه الحرب بعد حربين سابقتين بين الجانبين عامي 1948 و1967.

وفي عام 1967 لم تستمر الحرب سوى ستة أيام. إلا أن هذه الحروب الثلاث لم تمثل المواجهات الوحيدة بين العرب وإسرائيل ولكنها كانت الأكبر. فمنذ عام 1948 نشبت الكثير من المواجهات بين الجانبين, بعضها قد يندرج تحت إطار المناوشات الصغيرة بينما الكثير منها كانت تصل لمعارك كاملة. إلا أنه لم تكن هناك حروب كبيرة بين الجانبين غير الحروب السابق ذكرها.


ويشكل الصراع العربي الإسرائيلي أكثر الصراعات تعقيداً في العالم. في ذكرى حرب 1973 بدأ الكثير من الناس في العالم العربي يطرح العديد من الأسئلة حول ماضي وحاضر ومستقبل هذا الصراع.


من هذه الأسئلة: ما التكلفة الحقيقية لهذه الحروب التي تكبدها العالم العربي؟ أما السؤال الأصعب الذي لا يرغب أي شعب عربي في طرحه فهو: ما التكلفة الحقيقية لعدم الاعتراف بإسرائيل عام 1948؟ ولماذا لم يوفر العرب أصولهم وأموالهم لإنفاقها على التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية بدلاً من هذه الحروب؟ أما السؤال الذي لا يرغب أي عربي في سماعه فهو: ما إذا كانت اسرائيل العدو الحقيقي للعالم العربي والشعوب العربية.

قررت أن أكتب هذا المقال بعد أن شاهدت صوراً وتقارير عن طفل يعاني الجوع في اليمن، وسوق حلب التاريخي محترقاً في سوريا، وسيناء التي تعاني التخلف في مصر، والسيارات المفخخة في العراق، والمباني المدمرة في ليبيا. وقد عرضت هذه الصور والتقارير على موقع "العربية نت" وهو الموقع الإخباري الأكثر مشاهدة واحتراماً في الشرق الأوسط.

الشيء المشترك بين هذه المشاهد هو أنها تظهر تدميراً وعدواناً لم يقم به عدو خارجي. فالتجويع والقتل والتدمير الذي يمارس في هذه الدول تقوم به أيدٍ كان من المفترض أن تقدم الحماية والبناء لوحدة هذه الدول ولإنقاذ هذه الشعوب. لهذا وجب السؤال: مَنْ هو العدو الحقيقي للعالم العربي؟ لقد أهدر العالم العربي مئات المليارات من الدولارات وفقد عشرات الألوف من الأبرياء في محاربة إسرائيل التي يعتبرونها عدوهم المؤكد. العدو الذي رفض العرب الاعتراف به.


ما يجب أن ندركه اليوم هو أن هناك العديد من الأعداء للعالم العربي وتأتي إسرائيل في ذيل القائمة. الأعداء الحقيقيون للعالم العربي يتمثلون في الفساد وفقد التعليم الجيد والرعاية الصحية والافتقار للحرية واحترام حياة الإنسان, هذا بالإضافة للنظم الديكتاتورية التي تسلطت على الشعوب العربية ووظفت الصراع العربي-الإسرائيلي لقمع شعوبها.


فالأعمال الوحشية التي مارسها هؤلاء الحكام المستبدون على شعوبهم تفوق كل ما عانته الشعوب العربية في حروبها مع إسرائيل.


في الماضي كنا نتساءل: لماذا يهاجم بعض الجنود الإسرائيليون الفلسطينيون ويسيئون إليهم. وقد شاهدنا المقاتلات الإسرائيلية والدبابات تعتدي على مختلف الدول العربية. ولكن هل تماثل تلك الهجمات الاعتداءات الحالية التي ترتكبها بعض الأنظمة العربية ضد شعوبها؟


فالاعتداءات في سوريا تفوق أي تصوّر. بالإضافة لذلك أليس العراقيون هم من يقومون اليوم بتدمير بلدهم؟ أليس الديكتاتور التونسي هو مَنْ سرق ما يقرب من 13 مليار دولار من الشعب التونسي الفقير؟ وكيف يعاني طفل يمني من المجاعة بينما أرضه تمثل واحدة من أخصب الأراضي في العالم؟ لماذا يهاجر العلماء العراقيون من بلدهم التي تكسب ما يقرب من 110 مليارات دولار من عائدات تصدير البترول؟ لماذا فشل اللبنانيون في إدارة أحد أصغر الدول مساحة في العالم؟ وما الذي يجعل الدول العربية تغرق في الاضطرابات؟


في يوم الرابع عشر من مايو عام 1948 أعلن قيام دولة إسرائيل. في اليوم التالي أعلن العرب الحرب على إسرائيل لاستعادة فلسطين. وقد انتهت هذه الحرب في العاشر من مارس عام 1949 أي بعد تسعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومين. وقد خسر العرب هذه الحرب التي أطلقوا عليها نكبة.


ولم يجنِ العرب شيئاً من هذه الحرب سوى تحول آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين.


وفي عام 1967 قادت مصر تحت حكم جمال عبدالناصر العرب في الحرب ضد إسرائيل لتخسر المزيد من الأراضي الفلسطينية وليتحول المزيد من الفلسطينيين إلى لاجئين يعيشون تحت رحمة الدول التي تستضيفهم. وقد أطلق العرب كذلك على هذه الحرب النكسة, ذلك لأنهم أبوا أن يعترفوا يوماً بالهزيمة. وقد زادت القضية الفلسطينية تعقيداً.


الآن مع قدوم الربيع العربي, الذي يبدو لا نهاية له, يبدو العالم العربي منشغلاً تماماً عن القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين لأن الكثير من الشعوب العربية تعاني ظروفاً معيشية تماثل تلك التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون. فها هم السوريون يغادرون بلادهم ليس تحت قصف الطائرات الإسرائيلية ولكن وياأسفاه تحت قصف الطائرات السورية. واليوم المسلمون العراقيون الذين يمثلون أكثر العقول نباهة في العالم العربي يغادرون العراق للغرب. وفي اليمن نشاهد أكثر المسرحيات المأساوية تكتب على يد اليمنيين، وفي مصر تم نسيان الشعب في سيناء.


وفي النهاية إذا كان الكثير من الدول العربية تعيش هذه الفوضى, علينا أن نتساءل ماذا حل بإسرائيل, العدو اللدود؟ اليوم إسرائيل لديها أحدث مراكز البحوث والجامعات والبنية التحتية.


الكثير من العرب لا يدركون أن العمر الافتراضي للفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل يفوق كثيراً العمر الافتراضي لشعوب الكثير من الدول العربية, كما أنهم يتمتعون بحرية سياسية واجتماعية أفضل بكثير مما يحصل عليه إخوانهم العرب في دول أخرى. بل إن الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة يتمتعون بحقوق سياسية واجتماعية أفضل بكثير من بعض الأماكن في العالم العربي. ألم يكن القاضي الذي وضع الرئيس الإسرائيلي السابق في السجن فلسطيني إسرائيلي؟


لقد أظهر الربيع العربي للعالم أن الفلسطينيين أكثر سعادة ويعيشون ظروفاً حياتية أفضل من إخوانهم العرب الذين حاربوا لتحريرهم من الاحتلال الإسرائيلي. الآن علينا أن نوقف الكراهية والحروب ونبدأ في خلق ظروف حياتية أفضل من أجل مستقبل الأجيال العربية.


* ترجمته منال عبدالعزيز عن "arabnews" السعودية

Saturday, October 13, 2012

من أوجد مصطلح الوطن العربي؟



من أوجد مصطلح الوطن العربي؟موقع اسرائيل بالعربية 
الغوص في تاريخ منطقتنا القديم، وتصفح الكتب التي تلخص معالم الزمن ومحطات الشرق الأوسط، والتدقيق في الآثار والتحف الحضارية التي تركها أجدادنا إرثا ننهل منه عظمتهم … لم يتضمنوا أي ذكر أو وجود ” للشعب العربي”.
فأرض النيل (مصر اليوم) مرورا بأرض إسرائيل (دولة إسرائيل وغربي الأردن اليوم)، ومنطقة الشام (سوريا ولبنان اليوم) وصولا إلى بلاد ما بين النهرين (العراق وكردستان اليوم)… لم تشهد يوما دولا عربية كما أنها لم تتعرف على الحضارة العربية البتة.

من هم العرب ?
يحدثنا التاريخ، أن العرب هم سكان البادية المعروفون اليوم بالبدو؛ قبائل الصحراء الرحل الذين يسكنون الخيام ويعيشون على رعي الإبل والماشية ويتنقلون من مكان لآخر طلبا للماء والكلأ معتمدين على تجارة البضائع.
بعد أن توقفوا عن عبادة الأوثان واعتمدوا الإسلام دينا لهم، خرج المسلمون من شبه الجزيرة العربية خلال ما سمي “بالفتح الإسلامي” أو ” الاحتلالات الإسلامية” ( القرن السابع ميلاديا)، هدفا بالهيمنة وقهر شعوب منطقة الشرق، السكان الأصليين، مسيطرين على ممتلكاتهم وارث أجدادهم ليبنوا عليها إمبراطوريتهم الإسلامية ، مغتصبين أراضي حضارات غيرهم.
نجح العرب خلال حكم الأمويين ( ٧٥٠-٦٦١) في احتلال جزءا من الشرق الأوسط ، معتمدين سياسة الاستيطان من خلال استقدام أعداد من المسلمين العرب من شبه الجزيرة العربية موطنهم الأم، وتوطينهم في الشرق الأوسط.
لم يكتب العمر المديد للحكم العربي، إذ أن مهمتهم الاحتلالية التاريخية انتهت على يد احتلالات أخرى؛ الفارسيون والأتراك والسلجوقيون واكورد والمماليك وغيرها من الامبرياليات التي احتلت وسيطرت على أراض من الشرق الأوسط ، شمال إفريقيا وأوروبا.
لتبلغ ذروتها مع حكم الامبريالية التركية – العثمانية التي أخضعت مناطق شاسعة من الشرق الأوسط لسيطرتها لعقود طوال (تفككت نهائيا عام ١٩٢٣).
إيديولوجية “العروبة”
تبلورت فكرة “العروبة” على يد مثقفين من الشرق الأوسط أبناء الأقليات: مسيحيون، علويون وغيرهم من مَن تلقى علومه في الغرب لا سيما في فرنسا، إذ رأى هؤلاء أنه لا بد من فكرة “الهوية المشتركة” بين شعوب وطوائف الشرق الأوسط المتعددة قوامها اللغة العربية ” الفصحى”، التي كانت في تلك الفترة ” لغة ميتة” – يتحدثها فقط رجال الدين الإسلامي وثلة من الأدباء فقط.
هدف المثقفون الأساسي آنذاك كان الحؤول دون العودة إلى وضعية “مواطن درجة ثانية” أي (الذمية) بسبب الاعتبارات الدينية والاثنية في دولة ذات أكثرية إسلامية، كما حصل في حقبة السلطنة العثمانية.
” العروبة” كـ” إيديولوجية سياسية” صُدّرت إلى الشرق الأوسط في القرن العشرين على يد الإمبراطورية البريطانية والفرنسية كأداة فعالة في إسقاط الإمبراطورية العثمانية والسيطرة على الأراضي الواقعة تحت سيطرتها :
سياسة فرنسا وبريطانيا تلخصت آنذاك في أن إقامة حركة قومية “قاعدتها عربية” متعاطفة مع البريطانيين، ستساعد في تفكيك الإمبراطورية العثمانية وتؤدي إلى نفوذ هاشمي- بريطاني – فرنسي على المنطقة، وبالتالي تسهل عليهم السيطرة والتحكم في موارد النفط و نوافذ التجارة البرية والبحرية في الشرق الأوسط.
بدأ البريطانيون وحليفهم الشريف العربي حسين بن علي الهاشمي بتسويق “العروبة” بدءا من عام ١٩١٥، وكان الأخير قد
طالب بإقامة “الدولة العربية الكبرى” بعد انتصار “الحلفاء” على العثمانيين، بمؤازرة بريطانية وبناء على ذلك قدم لهم كل الدعم والمساعدة بالاعتماد على القبائل البدوية التي كانت تحت أمرته.
أوجد البريطانيون وأعوانهم مصطلح ” الوطن العربي” أو “العروبة” وعمدوا إلى تطويره فارضين كذبة أقنعت من اتسم بجهل التاريخ أن الشرق الأوسط هو منطقة “عربية” الأصل وأن سكان المنطقة جميعهم ذو هوية وأصول عربية.
النتائج المرة لهذه “اللعبة” انعكست سلبا على هوية الشعوب الأصلية، إذ قضت على التاريخ الحقيقي لأبناء المنطقة، من خلال حذف وتجاهل هويتهم، لغتهم، وحضارتهم لصالح الهوية العربية البديلة “المخترعة” والمزيفة.

هل بإمكان احد الادعاء أن الفراعنة كانوا ذي أصول عربية، من حيث اللغة والشكل؟
هل كان حمورابي ملك بابل عربيا؟
هل كانت مملكة إسرائيل المتحدة وعلى رأسها الملك سليمان مملكة عربية؟
وهل جاء حيرام ملك صور من جذور عربية؟
أسئلة تفرض نفسها وتقودنا إلى إجابة واضحة وواحدة:لا لا وألف لا

العلم العربي
علم” الثورة العربية” أو “العروبة”، الذي يُستعمل كأساس لرايات أكثرية الدول “العربية” الحديثة، أوجده السياسي البريطاني مارك سايكس عام ١٩١٦، استكمالا لمحاولات الدعاية وإنشاء “الأمة العربية” أو ” شرق أوسط عربي” بهدف تحكيم نفوذهم في المنطقة من خلال “دمى عربية” تخدم المصالح الامبراطورية البريطانية – “الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس“. ( The empire on which the sun never sets )
watan من أوجد مصطلح الوطن العربي؟
الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس (١٨٧٩-١٩١٩) موجد العلم العربي المشترك

لورنس “العرب”
إحدى أهم الشخصيات الرئيسة التي أوجدت وفرضت ” العروبة” في المنطقة، كان ضابط المخابرات البريطاني توماس ادوارد لورانس، حليف الهاشميين.
فبإشرافه دعم البريطانيون ثورة القبائل العربية في الحجاز ضد الإمبراطورية العثمانية في ما عرف آنذاك بالثورة العربية الكبرى. وقد عُرف هذا السياسي بدوره الاساسي في تسويق “الأمة العربية” كأداة لتوطيد المصالح البريطانية في الشرق الأوسط.
lawrence10 من أوجد مصطلح الوطن العربي؟
ضابط المخابرات البريطاني ادوارد لورانس بزي القبائل العربية- “لورانس العرب”

 لماذا تعتبر إيديولوجية ” العروبة” الإسرائيليين أعداءً لها؟
Syrian Baath Logo من أوجد مصطلح الوطن العربي؟
رمز حزب البعث

تعتبر الأحزاب العربية، التي تأسست على أساس إقامة امة عربية واحدة، كحزب البعث وغيره، أن دولة إسرائيل عدوة غريبة “مجرمة”ولا تقبل وجودها في المنطقة.
هذا العداء للإسرائيليين يحمل أكثر من علامة استفهام، وليس نابعا من اعتبارهم غرباء خصوصا وان اليهود وُجدوا في المنطقة وعلى أرضهم التاريخية قبل أن يسمع العالم بالعرب.
بكل بساطة العداء للإسرائيليين نابع من تمسكهم بهويتهم ولغتهم وحضارتهم المتشبث التاريخ بها من الاف السنين،
واضعين مبدأ الحفاظ على لغتهم العبرية لغة وطنهم الأم، فخورين بالصهيونية الإسرائيلية التي عادت إلى ارض إسرائيل مغلفة الشعب اليهودي ضمن كيان ينتمون إليه ويعبدونه، معارضين المصالح البريطانية و” الهوية العربية” المفروضة عليهم وعلى أرضهم .
داعمو العروبة والأنظمة الفاسدة المنبثقة من عقيدتها، يراودهم أبدا الخوف من فقدان السيطرة على الشعوب الناطقة بالعربية، ومن محاولة التعرف على أصولهم الحقيقية غير العربية وحضارات أجدادهم ومن أن يحذو حذو شعب إسرائيل في نضالهم من اجل الحفاظ على الهوية التاريخية.
فكانت “الهوية العربية” مشروعهم المفبرك، مصورين إسرائيل كعدو امبريالي قاتل غريب في المنطقة تريد القضاء على “عروبة” الشرق الأوسط، معششين الحقد في قلوب شعوبهم تُجاهها حتى لا تنتقل عدوة الحرية والمطالبة بالهوية الأساسية إلى أبناء الحضارات الأصلية للمنطقة.
اليوم، وبعد عقود على العنف، الحقد والحروب باسم العروبة المفبركة، بدأت بوادر الحقيقة تلوح في الأفق وإشعاعاتها تضيء جذور شعوب المنطقة، وبدأت حقيقة هذا المشروع تظهر للعلن، لا سيما وان أدواتها -الأحزاب البعثية- في الدول العربية مارست أبشع أنواع الظلم والاضطهاد بحق شعوبها التي تقول إنها “عربية”.
هوية المرء هي ثروة غالية لا يمكن لأي غريب انتزاعها، وكل من يسمح أو يقبل بفرض لغة، حضارة، إيديولوجية وعادات غريبة عليه يعتبر خائنا لشعبه وتراثه التاريخي.
لقد دفعت المنطقة دماءً لمشروع غريب، وكانت ضحية المصالح الاقتصادية التي تجعل من الإنسانية مجرد لعبة تستخدمها لتحقيق النفوذ. تاريخ الشعوب هو كيانها وحضارتها نبع وجودها، ولا يسعنا في هذا المجال إلا أن نعيد ونكرر الكلمات الخالدة ذات المعاني السامية لقائد جيش الشعب العبري، يغائيل الون، الذي قال قبل اعلان استقلال الدولة : “מי שאין לו עבר, אין לו הווה – ועתידו לוטה ערפל“ ”الشعب الذي لا يحترم تاريخه، لا يحترم حاضره ومستقبله غير مضمون “

Thursday, May 17, 2012

من هو كنعان والكنعانيون؟


كنعان وينسب إليه الكنعانيون هو كنعان بن حام بن نوح وهو أحد أبناء حام الأربعة. ورد في الكتاب المقدس العبري من التوراة أن هجرتهم كانت من منطقة أبناء حام (أفريقيا) قبل الميلاد بـ 4 إلى 3 آلاف سنة ، وهم في الأصل حاميين. التكوين 10:
وَهذِهِ مَوَالِيدُ بَنِي نُوحٍ: سَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ …..وَبَنُو حَامٍ: كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ.
وَبَعْدَ ذلِكَ تَفَرَّقَتْ قَبَائِلُ الْكَنْعَانِيِّ.
كنعان كان له اكتر من 7 أبناء وهم: القيني والقنيزي والقدموني والحيتي والفريزي والرفائيم والموري والكنعاني والجرجاشي واليبوسي. التكوين 10: وَكَنْعَانُ وَلَدَ: صِيْدُونَ بِكْرَهُ، وَحِثًّا وَالْيَبُوسِيَّ وَالأَمُورِيَّ وَالْجِرْجَاشِيَّ وَالْحِوِّيَّ وَالْعَرْقِيَّ وَالسِّينِيَّ وَالأَرْوَادِيَّ وَالصَّمَارِيَّ وَالْحَمَاتِيَّ. وَبَعْدَ ذلِكَ تَفَرَّقَتْ قَبَائِلُ الْكَنْعَانِيِّ.
عاشوا الكناعانيون مع بني اسرائيل الى حين حتى اندمجوا في شعب اسرائيل ولم يرد لهم أي ذكر في التاريخ بعد ذلك

Wednesday, May 9, 2012

دراسة رسمية إسرائيلية: نصف مواطني إسرائيل اليوم قدموا من دول عربية



قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن "ما يقارب نصف مواطني إسرائيل اليوم، بمن فيهم ذريتهم، قادمون من بلدان عربية"مدعية انه "بين سنة 1948 وسنة 1951، تم طرد نحو 850,000 يهودي أو إجبارهم على مغادرة البلدان العربية، ما جعلهم لاجئين، وبين أواخر الأربعينيات وسنة 1967 تم تهجير الأغلبية الساحقة من يهود الدول العربية من البلدان التي ولدوا فيها".
وادعت دراسة نشرتها الوزارة الإسرائيلية انه "في الفترة ما بين أواخر الأربعينات من القرن الماضي وسنة 1967، تم تهجير الأغلبية الساحقة من يهود الدول العربية من البلدان التي ولدوا فيها، حيث محيت معظم المجتمعات اليهودية في هذه البلدان من الوجود، تاركة وراءها بضعة آلاف من اليهود المتناثرين في عدد قليل من المدن".

وقالت بهذا الشأن" في الفترة ما بين سنة 1948 وسنة 1951 تم تهجير 850,000 يهودي من الدول العربية، إما بالطرد المباشر، وإما بإجبارهم على الهجرة".

وأضافت مدعية "عند قيام إسرائيل كدولة مستقلة في أيار من عام 1948، اجتمعت اللجنة السياسية التابعة لجامعة الدول العربية لتضع سلسلة من التوصيات لجميع الدول العربية والإسلامية حول كيفية اتخاذ الإجراءات بحق اليهود في بلدانها. ومن بين تلك التوصيات، تم سحب مواطنة اليهود، ما جعلهم مواطنين في دولة إسرائيل فقط والتي كانت تأسست حديثا. وتم مصادرة أملاكهم وتجميد أموالهم في المصارف وتأميم أملاك لهم بملايين من الدولارات. كما منع عمل اليهود في الوزارات، وفرضت قيود صارمة على تشغيلهم في الدوائر الحكومية بشكل عام، بحيث فقد العديد منهم مصدر رزقهم".

وأضافت"كانت النسبة بين مجموعتي اللاجئين 2 إلى 3، إذ بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حوالي 600,000 لاجئ، فيما بلغ عدد اللاجئين اليهود 850,000 لاجئ حتى عام 1968 وتمثل أجيالهم التالية الآن حوالي نصف عدد سكان دولة إسرائيل".

وتابعت"ومن بين أهم جوانب هذا الموضوع الممتلكات التي ضاعت، حيث قدرت دراسة تم إجراؤها في سنة 2008 نسبة الأملاك اليهودية المفقودة في الدول العربية إلى الأملاك التي فقدها اللاجئون الفلسطينيون بما يقارب 1:2، علما بأن القيمة الإجمالية لما فقده الفلسطينيون بلغت نحو 450 مليون دولار (ما يعادل 3.9 مليار دولار بالأسعار الحالية)، فيما فقد اللاجئون اليهود ممتلكات بلغت قيمتها الإجمالية 700 مليون دولار، وهو ما يعادل نحو 6 مليارات من الدولارات بالأسعار الحالية".

وخلصت الدراسة إلى ما يلي:

أ‌. استحالة التوصل إلى حل حقيقي لقضية اللاجئين دون تحمل جامعة الدول العربية لمسؤوليتها التاريخية عن دورها في إيجاد قضية اللاجئين اليهود والفلسطينيين، كما تم توثيقه.

ب‌. وجوب إيجاد حل مشترك بين الدول العربية والمجتمع الدولي لتوفير التعويضات للاجئين الفلسطينيين واليهود على حد سواء. ولبلوغ هذا الهدف يتم إنشاء صندوق دولي يستند إلى اقتراح الرئيس كلينتون لعام 2000 وقرار الكونغرس الأمريكي رقم 185 المتخذ عام 2008، وهو صندوق تشارك فيه إسرائيل أيضا، ولو بشكل رمزي فحسب.

كما يتولى الصندوق تعويض البلدان التي ظلت فعلا تعمل على استيعاب اللاجئين وإعادة تأهيلهم، ومنها الأردن وإسرائيل (بأثر رجعي)، وقد يتم تعويض لبنان أيضا، في حالة استعداده لإعادة تأهيل ذرية اللاجئين الفلسطينيين في أراضيه. ومن الواجب التأكيد هنا على أن القاعدة التي يعتمد عليها التعويض ستكون قيمة ممتلكات اللاجئين في حينها، والتي أظهرت الدراسات أنها كانت أكبر بكثير في حالة اللاجئين اليهود، مما كانت عليه في حالة اللاجئين الفلسطينيين.

ت‌. تعامل الصندوق أيضا مع قضية الممتلكات اليهودية التي ما زالت بأيد عربية وفي بلدان عربية، ولكن حق العودة لن يسري، إذ إن اللاجئين اليهود غير معنيين بالعودة إلى الأماكن التي كانوا قد طردوا منها.

ث‌. عدم قبول دولة إسرائيل بمبدأ "حق العودة" للفلسطينيين، وتفضيل منح التعويض من قبل جهة ثالثة مخولة، علما بأن هذا المطلب له سوابق مثل الحالة القبرصية.

ج‌. الطلب إلى السفارات والبعثات الدبلوماسية الاسرائيلية حول العام بالعمل مع البرلمانيين في الدول المضيفة لتبني قرار يحمل نفس روح القرار 185 الصادر عن مجلس النواب الأمريكي في 1 نيسان من عام 2008، والذي يقضي بأن تعريف اللاجئ ينطبق أيضا على اللاجئين اليهود الذين تم طردهم من البلدان العربية.

ح‌. وجوب إثارة قضية اللاجئين اليهود في أي إطار للتفاوض السلمي، سواء تم إجراؤه مع الفلسطينيين أم مع الحكومات العربية.

خ‌. إعادة تأهيل اللاجئين الفلسطينيين في أماكن إقامتهم، تماما كما يتم إعادة تأهيل اللاجئين اليهود في مكان إقامتهم، وهو إسرائيل، على أن يتوقف فورا تكريس قضية اللاجئين الفلسطينيين.

د‌. تقليص نطاق المطالبة خلال محادثات السلام ب"حق العودة" من خلال عملية إعادة تأهيل اللاجئين في أماكن إقامتهم، وفي حال إصرار بعض اللاجئين الفلسطينيين على ممارسة حق العودة، سيتم ذلك عبر هجرتهم إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية والتي سيتم إنشاؤها من خلال اتفاق للسلام.

ذ‌. إثارة موضوع التعويض المالي للاجئين الفلسطينيين واليهود على السواء خلال مفاوضات السلام (مع الفلسطينيين أو بعض الدول العربية).

ر‌. قيام وزارة الخارجية بقيادة نائب وزير الخارجية داني أيالون بحملة توعية بقضية اللاجئين اليهود، وذلك بالتنسيق مع مكتب رئيس الوزراء والذي سيقوم بمناقشة هذه القضية ضمن أي مفاوضات مستقبلية.

ز‌. توجيه جميع البعثات الإسرائيلية حول العالم، وكجزء من إطار المفاوضات، بنشر هذه الرسائل وإيصالها إلى جميع الجهات الحكومية ودوائر الدبلوماسية العامة في البلد المضيف.

س‌. توجيه البعثات الإسرائيلية حول العالم كذلك بالتواصل مع اليهود المنحدرين من بلدان عربية يقيمون في بلدانها المضيفة ليطلبوا منهم إثارة هذه القضية.

Monday, April 9, 2012

حقائق و أكاذيب حول إسرائيل - أميرة طاهر

المصدر: Amirataher Blog
لا يوجد أفضل من هذه الأوقات التي يدور فيها لغط حول إسرائيل لأقوم بتوضيح بعضالحقائق التاريخية حول هذه الدولة الجارة الصغيرة، ليس فقط لدحض الأكاذيب الفجّة حولمدى شرعيّتها  و حول بعض مفاهيم العسكرة الشائعة التي يبدو أن الشباب العربي لايدركها جيّداً، و لكن لأن الأمل في السلام سيأتي من جيل جديد قادر على القراءةوالاستيعاب بعيداً عن آلة الإعلام العربي التي تضخّ في وعيه الأكاذيب و تخلط الحقائقطوال الوقت لخدمة الشعاراتية الفاشلة. هذه التدوينة عبارة عن حوار حول إسرائيل يعودالفضل في معظمها لأحد الفيسبوكيين العقلانيين، متبوعة بتجميع لبعض التعليقات والانتقادات التي دارت حوله



بدايةً:”نحن العرب ننظر بتعاطف كبير الى الحركة الصهيونية.ان وفدنا المفاوض الموجود هنا في باريس مطلع بشكل كامل على الأقتراحات التي قدمت البارحة من قبل المنظمة الصهيونية لمؤتمر السلام .ونحن نعتبرها معتدلة ومناسبة وسوف نبذل أقصى جهدنا لمساعدتهم ونرحب باليهود للعودة الى الوطن .أتطلع انا وشعبي الى مستقبل نساعد اليهود فيه ويساعدنا اليهود فيه لتعود البلدان التي لدينا بها الأهتمام المشترك لتأخذ مكانها مجددا في عالم المجتمعات المتحضرة في العالم.“ 
“We Arabs… look with the deepest sympathy on the Zionist movement. Our deputation here in Paris is fully acquainted with the proposals submitted yesterday by the Zionist Organisation to the Peace Conference, and we regard them as moderate and proper. We will do our best, in so far as we are concerned, to help them through; we will wish the Jews a most hearty welcome home… I look forward, and my people with me look forward, to a future in which we will help you and you will help us, so that the countries in which we are mutually interested may once again take their places in the community of the civilised peoples of the world.” 

أحب أن أستهل التدوينة بهذه الكلمات أعلاه التي قالها الملك فيصل الأول ملك العراق ( على اليمين في الصورة أعلاه، و تشاييم ويزمان على يسار الصورة – أول رئيس لإسرائيل – ) في مؤتمر باريس للسلام، و أقول أيضــًا أن مجرّد وصول قائد الحركة القومية العربية من ناحية و الحركة الصهيونية من الناحية الأخرى إلى إتفاق، يدل على أن مصالح العرب و اليهود ليست بالضرورة متعارضة. لقد شبع الشباب العربي من حشو رأسه بالأكاذيب ليل نهار حول لامشروعية اسرائيل، وهنا سنعرض في هذه التدوينة و في تدوينات لاحقة بعض الأكاذيب المتعلقة بإسرائيل، ونفندها بالتفصيل. 

أولاً: إسرائيل دولة دينية 
إسرائيل ليست دولة دينية بالمعنى الذي يروّج له  الإعلام العربي، فإسرائيل هي دولة تؤثــّر فيها الهويّة اليهودية و لكنها ليست 
Theocracy
ثيوقراطية أو دولة تحكم بالدين، فهذا هو المعنى الذي يريد الجهلاء له، فالقول بأن أي دولة تؤثــّر فيها هوية دينية معينة يعني أنها دولة تحكم بهذا الدين فهذا جهل و غشم كبير إن لم يكن أكثر من ذلك، لن أقول أنني “أتحدى” و لكن سأقول أني “أطلب”  من أي أحد أن يأتيني بإحصائية واحدة معترف بها تؤيّد أن إسرائيل دولة تحكم بالدين و أنها لا تحترم أي ديانة أخرى مثلما تحترم الديانة اليهودية و أن بها أي شكل من أشكال الدول الدينية المعروفة – في حين أن هذا كلــّه موجود في الدول الإسلامية – في الحقيقة يضحكني  الذين لا يعرفوا التفرقة بين كلمة دولة دينية و الهوية الدينية لدولة ما…فالولايات المتحدة الأميركية ليست دولة دينية بما يصرّح بهكذا دستورها نفسه و مع ذلك هذا لم يلغ إحتفالها بالكريسمس و لم يقول أنه غير مشروع ألا تحتفل بالكريسمس أو باقية الأعياد ذات الطابع الديني….أكررها و أطلب من أي متكلــّم أن يأتي بأدلــّة ما يتكلــّم عليه بدلاً من التصريحات العشوائية. إسرائيل ليس لها أي
 State religion
 وعلى العكس من ذلك نجد أن الدولة الوحيدة في العالم التي تحرّم المواطنة و التعبد و الجنسية على غير معتنقي دينها الرسمي هي المملكة العربية السعودية 
  
ثانيا: اسرائيل دولة يهوديّة وعنصرية وعسكرية 
ربما أسخف شيء تقرأه في حياتك هو أنه بما أن إسرائيل هي دولة اليهود – بها أغلبية يهودية لتحافظ على هويتها اليهودية – فهي دولة عنصرية و عسكرية…سأترك البينة في نقطة أنها عنصرية و لا تحترم حقوق الإنسان على من أدعى ذلك بأن يوثقه من أي إحصائيات موثوقة و يكفــّوا عن الكلام بالباطل، و بالنسبة لنقطة أنها دولة “اليهود” فلا أفهم ما هو العيب هنا؟  فكل أناس لهم دولة ( و تقريبًا أغلب إن لم يكن كل دول العالم بها أغلبية من دين ما )، فلماذا اليهود هم الذين يكونوا عنصريين و مخربين إذا أرادوا أن يكون لهم دولة مثل باقي أمم الأرض. العرب عندهم 21 دولة لا تحترم حقوق إنسان و لا تحترم أديان الآخرين و لا أي شيء و مع ذلك المسلمين فخورين بهذا الكلام و المجتمعات كلها تعكس ثقافة و حضارة الأغلبية الدينية الموجودة فيها و ليست إسرائيل إستثناء، فمثلاً الهند و باكستان تم إنشاءهم من خلال تقسيم عنيف في نفس وقت نشوء إسرائيل و لم يقل أحد أن الدولتين غير شرعيتين لأن واحدة فيهم أغلبها مسلمين و الأخرى أغلبها هندوس و لم يقل أحد أنه لابد ألا يتم التأثــّر بتصرف الأغلبية في تلك المجتمعات، فمثلاً لم يطلب أحد ألا يتم تعامل الأبقار على أنها غير مقدسة! الإعتراض على أفعال المسلمين في دولهم له زاوية أخرى و هي عدم مثوله لحقوق الإنسان و لكن موضوع إعتبار الأبقار مقدسة فهذا لا يضر بشيء حقوق الإنسان. انحطاط الإعلام العربي أنه أدعى أن إسرائيل دولة عنصرية و عسكرية، فسآخذ بمبدأ “ما يقال بغير دليل يُنقــَض بغير دليل” و أقول أن إسرائيل لم تكن عنصرية أبدًا، بل العرب هم العنصريين ضد اليهود، و أيضــًا إسرائيل لم تبدأ و لا أي حرب ضد العرب، بل كل ما فعلته هو إستجابة لمحاربة العرب لها و ما يؤثــّر جدًا في نفس العرب هو أن “حملتهم الصليبية” على إسرائيل في بدايات نشأتها تم سحقها و كذلك كل الحروب اللاحقة، فيدعوا أنها دولة محاربة و عسكرية 
  

ثالثاً: إسرائيل دولة إحتلال و هي من بدأ الحرب و العدوان ضد العرب 
ما معنى احتلال؟ إسرائيل لم تحتل هذه الأرض بل اشترتها بأموالها من المتحكمين الفعليين للمنطقة و أيضــًا هي أرضها تاريخيًا، فلا أعرف ما هو الإحتلال هنا، يعني أخذ اليهود لأرضهم يعتبر إحتلالاً، لكن غزو المسلمين و العرب لقارات و دول كاملة لا تمت لهم بصلة و وضعها تحت هويتهم و ثقافتهم و تحكمهم -و من ضمنها إسرائيل – هذا لا يعتبر احتلالاً و لا وقاحة و لا أي شيء،  بل أظنه يسمى غزواً أو فتحاً من فضل ما أعطاه الله للمسلمين من ضوء أخضر. أيضاً أريد من يسرد لي تاريخ هذه الــ”فلسطين” التي صدعونا بالحديث عليها ليلا ونهاراً؟ ما هي فلسطين هذه؟  فلسطين لم يكن لها أي قيمة و لا تاريخ قبل قيام دولة اسرائيل، و احتلال فلسطين المجهولة المعدمة يماثل بالضبط احتلال القطب الجنوبي أو أرض القمر أو المريخ حق لمن يمتلك التكنولوجيا و القدرة العسكرية. بالنسبة لموضوع حرب 1948، فالخرافة هي أن يقال أن إسرائيل هي من بدأت الحرب ضد العرب، فرئيس مجلس اللجنة العربية قال إن العرب سيحاربون من أجل كل سنتيمتر في أرضهم، و بعدها بيومين نادى شيوخ الأزهر في القاهرة بالجهاد ضد اليهود، و بعدها بفترة وجيزة جداً قال جمال حسيني المتحدث الرسمي باسم اللجنة العربية العليا للأمم المتحدة أن العرب سيغرقون أرضهم الحبيبة بدمائهم حتى آخر قطرة إذا ماتم التقسيم، وبعدها تحققت نبوءته فوراً بعد قرار التقسيم، في نوفمبر 29، 1947 و العرب أعلنوا عن اضراب احتجاجي وثاروا عدة ثورات قُتل فيها 62 يهودي و 32 عربي تقريباً، وبدأ العنف بالازدياد حتى نهاية السنة 
  
أوّل هجوم كبير بدأ في 9 يناير 1948 وقتها دخل ألف من العرب في هجوم على المجمعات اليهودية في شمال فلسطين وفي فبراير زادت الأعداد المهاجمة بشكل كبير جداً، حتى أن القوات البريطانية قالت أنهم لم يكن معهم القوة الكافية ليردعوهم لدرجة أنهم سلموا لهم القواعد والأسلحة، و في أول مرحلة من الحرب –تقريبا منذ 29 نوفمر 1947 وحتى أبريل 1948 – بادر الفلسطينيون العرب بالهجوم بمساعدة بعض المتطوعين من البلدان المجاورة، هؤلاء الذين سنقوم بتعريفهم بالتعريف الصحيح بالإرهابيين والانتحاريين بدلاً من مصطلح الفدائيين المتعارف عليه، و خسر اليهود خسائر فادحة في هذا الهجوم و تعطلت كل طرقهم الأصلية 
  
في أبريل 26، 1948 قال الملك عبد الله ملك إمارة شرق الأردن: “كل جهودنا لحل سلمي في مشكلة فلسطين فشلت و بهذا يتبقى لنا الحرب، ولي الشرف أن أنقذ فلسطين” طبعا هذا فقط لكي يحمي مصالح الأردن في فلسطين و التي كان الأردن شبه مسيطر عليها. 
  
في مايو 1948 ضربت كتيبة عربية مستعمرة يهودية تسمى Kfar Etzion   وبعدها ردّهم المدافعون ولكن هذه الكتيبة رجعت بعد حوالي أسبوع و كان المدافعين منهكين جداً و استسلموا بعدما وجدوا أنفسهم لا يستطيعون رد كل هذا الهجوم و تم ذبح كل هؤلاء اليهود بعد الاستسلام، و كل هذا كان قبل غزو الجيوش العربية الكبرى بعد إعلان اسرائيل الاستقلال، بعد هذا الحدث لامت الأمم المتحدة العرب على عنفهم، و كانت الهيئة الفلسطينية التابعة للأمم المتحدة غير مسموح لها من قبل البريطانيين أو العرب أن تدخل فلسطين، لتنفيذ القرار، قالت هذه اللجنة للأمم المتحدة أن التدخلات العربية من داخل وخارج فلسطين تفسد قرار المجمع العام General Assembly و يحاولون تغيير المستعمرات التي تم الاتفاق على وجودها بالعنف. و قال اليهود صراحةً أنهم لم يكونوا المعتدين، و لكن العرب صرّحوا بها صراحةً و قالوا نحن لا ننكر أننا نحن المعتدين فنحن أخبرنا العالم كلّه أننا سنحارب. 
  
و بعدها صرّح القائد البريطاني جون بيجوت للكتيبة الأردنيّة العربية بهذا الاعتراف: 
Early in January, the first detachments of the Arabs Liberation Army began to infiltrate into Palestine from Syria. Some came through Jordan and even through Amman.. They were to strike the first blow in the ruin of the Arabs of Palestine. 

في بدايات يناير بدأت كتائب صغيرة من جيش التحرير العربي باختراق فلسطين من سوريا و لبنان و حتى من عمان، و في الحقيقة كانوا سيقومون بأول هجمة على حطام عرب فلسطين، و على الرغم من القلة العددية في المنظمات والأسلحة وكل شيء بدأ اليهود حملاتهم في الأسابيع من 1 أبريل وحتى إعلان الاستقلال في 14 مايو ، و استحوذت الهاجاناه على مدن كبيرة من ضمنها لاحقاً حيفا و تايبرياس او طبرية، و فتحت الطريق مؤقتاً إلى  القدس. قرار التقسيم لم يتم تعليقه أو إلغاؤه، و لذلك كانت إسرائيل ولاية يهودية رسميّة في فلسطين وُلِدت في 14 مايو مع مغادرة البريطانيين للمدينة. و بعدها في الحال قامت خمس جيوش عربية من مصر و سوريا والأردن الشرقي و لبنان و العراق بغزو إسرائيل وأعلنوا نيّتهم في كلمات عزّام باشا السكرتير الام للاتحاد العربي:”هذد ستكون حرب إبادة، ستكون مذبحة رهيبة سيتم الحديث عنها مثل مذابح المنجوليين و الحملات الصليبيّة”! هنا يظهر بوضوح شديد من بدأ الحرب، إنهم العرب و ليسوا اليهود.
  
  
رابعاً: اليهود اعتبروا أن فلسطين أرضهم و هم أصل المشكلة 
سأقول أن هذه أرض إسرائيل تاريخيًا فهذه الأرض أرضهم من قبل ميلاد رسول المسلمين بأكثر من ألف سنة و مع ذلك هم أشتروا هذه الأرض من أموالهم و بنوها من الصفر و حولوها من صحراء متخلفة – هكذا وصفها كل الأوروبيين و الأمريكان الذين زاروا المنطقة في وقت بداية تأسيس إسرائيل و منهم الكاتب مارك توين – إلى دولة من أعظم دول العالم! المسلمين هم الموهومون أن لهم أي حق في القدس أصلاً مع إنهم هم الغازي و المحتل و المعتدي و يظنون أنه بمرور وقت طويل من التاريخ فإن هذا سيغيّر حقيقة تلك الأرض اليهودية و يجعلها لهم 
  
أما عن مسألة شراء اليهود للأرض من أصحابها الأصليين، فيكفي أن تعرفوا أن ثلاثة وسبعين بالمائة من أراضي اليهود تمّ شرائها من من ملاك المساحات الكبيرة من الأراضي و ليس من أي فلاحين، المصدر الموثوق منه هو الكاتب الإسرائيلي أبراهام جرونوت في كتاب
Abraham Granott, The Land System in Palestine: History and Structure
صفحة 278 .. أي أنه حتى اليهود كانوا يتفادون شراء الأراضي من الفلاحين الفقراء و كانوا يشترون الأراضي الكبيرة من الأغنياء الذين هم كانوا غائبين عنها أصلاً و كانوا يريدون تطوير صناعة الحمضيات، و احتاجوا الأموال لأغراض أخرى تماماً، واشتروا أيضا أراضٍ من كنائس و مجمّعات إسلامية لهم الحق و كامل التحكم في أراضيهم و الباقي –نسبة صغيرة من الأراضي- من حكومة الانتداب و التي لا يوجد إثبات أن تصرّف حكومة الانتداب البريطاني فيها غير قانوني، و لعل هذا يكون موضوعه تدوينة لاحقة عن مسألة شرعية الانتداب البريطاني الذي كان يستعمر الدول المتخلفة وينقل إليها الحضارة والصناعة و يقوم بتطوير الأرض و يعلّم الأمم المتأخرة و المعدمة كيفية الاستفادة من الموارد الطبيعية لديهم ثم فقط يقاسمهم العائد. أغلب الأراضي التي أشتروها إن لم تكن كلها أصلاً كانت أراضي قاحلة بها جميع أنواع التعفن و كل ما يثير الشفقة و حولوها إلى أراضي أوروبية 
  
خامسا: اليمين و أميريكا يساندون إسرائيل و أي أحد يساند إسرائيل لابد و أنه يتمنى الرضاالأميريكي عنه 
في الحقيقة أنا لا أجد ما يمكن ان يردّ به على هذا الكلام الفارغ بأنهم لا يعلمون شيئاً عن اليمين ، أمّا الشائعة الأخرى و التي هي أن إسرائيل ابنة أميريكا و أن أميريكا هي الوحيدة التي تساندها، فلا يوجد لها مصدر سوى الصحافة العربية المغلقة، في الحقيقة أن كل العالم المتحضر يساند إسرائيل و يعترف بها و من الناحية الأخرى يعترف بهمجية العرب و المسلمين و عدم إحترامهم لحقوق الإنسان. الولايات المتحدة ليست إستثناءًا من هذا العالم المتحضر فهي تساند إسرائيل في إطار ما يسمح به دستورها و قانونها و ما تراه صحيح…بل و حتى الولايات نفسها لا تساند أشياء المفترض أن تساندها مثل أن الولايات المتحدة لا توصم “إنكار الهولوكوست” بأنه عنصرية و كره و هذا بسبب التعديل الأول في دستور الولايات المتحدة ، في حين أن أغلب باقية العالم المتحضر يشجب و يدين مثل هذا الخطاب – إنكار الهولوكوست – و لكن السادة العرب المسلمين عندهم نظرية مؤامرة تتعشش في رؤوسهم بأن من لا يساند آراءهم أحادية النظرة و المغلقة و المنفصلة عن أي واقع أو حقائق يكون أميريكي و صهيوني 
  
سادسالابد للمسيحيين و المسلمين أن يتكاتفوا أمام هذا الكيان العنصري المسمّىإسرائيل 
في الحقيقة لا أفهم ما هذه الإزدواجية العجيبة التي يسبح فيها المسلمون حتى النخاع! حينما يكون عدو عندهم له أولوية – اليهود – فيطلبون من أعداءهم الآخرين أن يتكاتفوا معهم ضد هذا العدو و يحاولون أن يفتعلوا أنهم أصدقاء هذا العدو الآخر – المسيحيين -، القرآن واضح و صريح تماماً: “يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم” يعني باختصار المسلمين لا أصدقاء لهم سوى المسلمين، ويكفي ما يتعرّض له مسيحيو مصر  و العراق من ذبح وتقتيل علني فاجر على يد المسلمين

النقطة المضحكة هو خيال البعض الذي يصوّر له أن المسيحيين يكرهون اليهود! المسيحيين لا مشكلة لهم مع اليهود و لا العكس – على الأقل في الوقت الحالي – بقدر ما أن المسلمون هم من لديهم مشاكل مع جميع ديانات العالم غير ديانتهم…ثم من المضحك أن تجد أن الدول الأكثر تطبيقــًا للإسلام – السعودية على سبيل المثال لا الحصر – تمارس جميع أنواع العنصرية و الإضطهاد تجاه المسيحيين و جميع الديانات الأخرى هذا إن قبلتهم في بلدها أصلاً – بينما أنهم يتم إحترامهم أشد إحترام في إسرائيل ثم يأتي كتاب الصحافة الصفراء لكي يفهمونا أنه يمكن أن تكون هناك صداقة من أي نوع بين المسلمين و المسيحيين! صداقة المسيحيين لليهود أولى بكثير من صداقتهم للمسلمين! و إلا لماذا لم يأخذ اليهود أرضاً بها بترول و ذهب و أموال و ثروات – مع إنهم كانوا يستطيعون فعل ذلك جدًا إن كانت المسألة بلطجة -، لماذا برأيك أخذوا هذه الأرض بالذات؟ نعم أخذوها لأسباب دينية و لا عيب في هذا طالما أن دولتهم علمانية! الولايات المتحدة و أوروبا لهم هوية مسيحية و لكن لا يحكمون بالمسيحية، مع ذلك لم يقل أحد أن الدولتين غير مشروعتين لأنهما تعكسان التقليد الديني للأغلبية هناك، كذلك الأغلبية في الهند هندوس و لكن الهند لا تحكم بشريعة الأبقار المقدسة و مع ذلك فهي لها هويّة دينية و كل بلد في العالم هي هكذا، إلا إن كانت هذه الدولة غير موجودة على كوكب الأرض، بل الدول العلمانية يوجد بها مجتمعات كاملة مغلقة – ممكن أن أعطيك أمثلة كثيرة عليها لو أحببت – و لها هوية دينية معينة و تدرس تعاليم مسيحية أو يهودية فقط و تشبه دولاً من القرون الوسطى! 
  
سابعا: كل عربي مسلم لابد أن يعمل بأوامر القرآن و يجاهد إسرائيل 
هنا يتم التجلــّي بوضوح جدًا أن الإسلام هو أصل المشكلة كلها، فلا يوجد دين يجعل القتال و غزو الآخرين و إخضاعهم أمر و فعل مقدّس سوى هذا الدين الـ إسلامي! لا يوجد أي ديانة في كل التاريخ جاهدت من مرجعية من كتابها المقدّس سوى الإسلام، لذلك فكل العالم لا مشكلة عنده ألا يجاهد الآن لأن كل العالم يعرف أن الغزوات و القتل و الحملات الصليبية و ما شابه هي عادات و تقاليد عصور انصرمت، و لكن المسلمين هم الوحيدين الذين يواجهون – و سيظلوا يواجهون – مشكلة في عدم غزوهم و قتلهم للآخرين و إخضاع الآخرين لهم لأن هذا أمر صريح و واضح في كتابهم المقدس و هذا لا يخفى على أحد، فالمفسرين يوضحون بكل سفالة أن المسلمون لو كان معهم القوة لابد أن يغزو الآخرين و يخيروهم بين الإسلام أو الجزية لأن هذا “إمتثال لأوامر الإسلام”، اقرأوا مثالاً من العصر الحديث:
http://binbaz.org.sa/mat/8573
 
  
ثامناًكراهية العلمانيين لحماس و حزب الله هي التي تجعلهم يكرهون الدين 
أولاً: أحب أن أقول أن حماس و حزب الله و غيرهم يعرفون الإسلام أكثر من غيرهم بملايين المرّات، فهم لا يحاولوا أن يصنعوا إسلاماً مناسب للعصر و يلووا الحقائق الثابتة لهذا الدين الذي يأبى أن يخضع لأي تحضــّر أو تطوّر و يرى أن التقدّم هو في التخلــّف ( الرجوع للسلف ) و كل أفعالهم يستشهدون عليها من القرآن و السنة و من أفعال الصحابة….إلخ من المصادر الإسلامية الموثوقة أشد الثقة….الفرق كلــّه في العين التي تنظر على الكلام و الأفعال، فأعين العلمانيين و الليبراليين تقتنع أنه طالما حماس و حزب الله برروا أفعالهم بأوامر الإسلام الصريحة، إذًا هم خير تجسيد للإسلام، يعني ينظرون للأشياء بعين المنطق، و لكن الإسلاميين يحاولون أن يسدوا عين الشمس بغربال و يخترعوا إسلاماً جديداً لا علاقة له بالإسلام و يحاولون إلصاق الفظائع و الشنائع في أنواع المسلمين و ليس في الإسلام، حتى و إن استشهد من يرتكبون الشنائع على مشروعية هذه الشنائع و أنها واجبة من القرآن و السنــّة و حتى لو أنزلوا لهم الله نفسه ليقول لهم أن هذا هو الإسلام، فسيظلوا يستمعون لأفكارهم الساذجة فقط، مع إنني أتعجب في ماذا يختلف الإعلام العربي عن حماس أو حزب الله هنا، فهو يدعو ايضــًا لمجاهدة إسرائيل و محاربتها و يعترف أن هذه أوامر القرآن

في الحقيقة أنه لو العالم العربي جاهد إسرائيل فإن عليه أن يأخذ الحقيقة كاملة و يجاهد المسيحيين – أميريكا، أوروبّا و باقي الدول ذات الأغلبية المسيحية – أيضــًا، و طبعًا هو إن جاهد و قاطع إسرائيل وحدها فسيجد مئات الإختراعات التي لا غنى عنها في حياته اليومية – غير الإختراعات التي لا يستخدمها على أساس يومي – قد ذهبت مع الريح، فما بالنا بأن لو قاطع المسيحيين – باقية العالم المتحضــّر، لأنها نفسها أوامر القرآن أيضــًا و لأن أغلب – إن لم يكن كل – العالم المسيحي و العلماني له بيزينس كبير جدًا جدًا في إسرائيل، فالقرآن حينما حث على الجهاد، فإنه حث على جهاد غير المسلمين و لم يقل أن المسيحيين شعب الله المختار و إستثناء من الجهاد مثلاً، فمؤكــّد أنه سيعيش في خيام و رمال و ربما حتى يموت العالم العربي جوعًا! و لكن طبعًا هو يرى ما يريد أن يراه فقط من الدين كما تعودنا 
  
في الختام لا يسعنا إلا أن نشعر بالعار الشديد و نحن نجلس على الإنترنت نسب اسرائيل ليل نهار بنسخة الويندوز العربية التي تم تصنيعها في معمل مايكروسوفت بتل أبيب، التي توصّل إليها العلماء الاسرائيليون بالصدفة و هم يصنعون النسخة العبرية و ذلك لأن العربية و العبرية كلاهما يكتب من اليمين إلى اليسار، لن أقارن بين حال جامعاتنا العربية المنحط وبين جامعات اسرائيل مثل جامعتي بن جوريون وتل أبيب لأن المقارنة مخجلة حقاً، و لا عن أفذاذ العلماء اليهود مثل أينستاين و سيجموند فرويد، و لا عن أنه في أكتوبر الماضي قد فازت البروفسورة الإسرائيلية عيدا يونات، من معهد وايزمان للعلوم التطبيقية في رحوفوت، مع عالمين آخرين، بجائزة نوبل للكيمياء على أبحاثها في التصوير البلوري لبنية مكونات الشيفرة الجينية لإنتاج البروتين، هذا في الوقت الذي ترزح فيه نساء العرب تحت تخلف النقاب و القهر و السيطرة الذكورية و الرجال قوامون على النساء و العنف الأسري،  يكفي فقط أن نقول أن كل اقتصاد العالم الحديث مبني على أهم اختراع يهودي في القرن الرابع عشر: البنوك! اليهود بنوا في فلسطين أول مدرسة للزراعة في نصف الكرة الشرقي سنة 1870 و أسسوا معهد وايزمان للتكنولوجيا الفائقة سنة 1934 و هم ماضون بعزم شديد في الهندسة الجينية للمنتجات الزراعية و التي ستحل لنا مشاكل نقص الغذاء في هذا الكوكب، بهذا كانت البنية التحتية و العلمية لدولتهم جاهزة بالفعل قبل إعلانها كدولة. المشكلة ليست في وجود مؤامرة أمريكية صهيونية ضد العرب ، المشكلة في عدم وجود مثل هذه المؤامرة من الأصل، فلا العرب ولا المسلمون بالأهمية التي تجعل أي أحد في هذا العالم يستيقظ في الصباح وكل صباح ليقول بمَ نتآمر عليهم اليوم، ثم يقضي يومه وكل الأيام مغتاظاً يغلي يأكله الحقد و يحيك الدسائس ضد ما وصلوا إليه من تقدم تكنولوجي وحضارة هائلة، المهم في عالم اليوم هو المحتوى، محتوى اسرائيل و محتوى العرب أجمعين، لا أحد سيسألك عن هويتك و المهم هو ماتسهم به في اقتصاد العالم، كل الاتحاد العربي اليوم من جامعة دول عربية و بقية المنظمات السياسية العربية هو اتحاد أصفار، ولعله ليست مصادفة أبداً أن العرب هم من اخترعوا الصفر لأنهم لو يفهمون حقاً لنفضوا التراب عن أنفسهم و نبذوا ماضيهم المتخلف المتمثل في التمسك بالثوابت المحنطة وبالشعارات الجعجاعة التي لا طائل من ورائها و وضعوا أيديهم فوراً في يد الجارة العظيمة اسرائيل، و إلا سيظلون كما هم، واحد و عشرين صفراً.
  
و مايزال  للحديث، بالتأكيد، بقيّة